الدين دعا لنفسه وجلس على الكرسي في رمضان سنة ثلاث وستمائة واستخلف الأمراء الذين في اثره فأدركوه وجاؤا به وملك بيروز كوه وقبض على جماعة من أصحاب علاء الدين ولما دخل بيروز كوه جاء إلى الجامع فصلى فيه ثم ركب إلى دار أبيه فسكنها وأعاد الرسوم وقدم عليه عبد الجبار محمد بن العشير إلى وزير أبيه فاستوزره واقتفى بأبيه في العدل والاحسان ثم كاتب ابن حرميل بهراة ولاطفه في الطاعة وكان ابن حرميل لما بلغه مقتل السلطان بهراة خشى عادية خوارزم شاه فجمع أعيان البلد وغيرهم واستحلفهم على الانجاز والمساعدة وقال القاضي وابن زياد يحلف كل الناس الا ابن غياث الدين وينتظر عسكر خوارزم شاه وشعر غياث الدين بذلك من بعض عيونه فاعتزم على المسير إلى هراة واستشار ابن حرميل القاضي وابن زياد فأشارا عليه بطاعة غياث الدين على مكر ابن حرميل وميله إلى خوارزم شاه وحثه على قصد هراة ليكون ذلك حجة عليه ففعل وبعث به مع ابن زياد ثم كاتب غياث الدين صاحب الطالقان وصاحب مرو يستدعيهما غياث الدين ووفر له الاقطاع وأقطع الطالقان لسونج مولى أبيه المعروف بأمير شكار * (استيلاء خوارزم شاه على بلاد الغورية بخراسان) * كان الحسن بن حرميل نائب الغورية بهراة منتقضا عليهم كما ذكرنا ومداخلا لخوارزم شاه في الباطن واستدعى العساكر من عنده وبعث ابن زياد يستوثق له من غياث الدين وأقام يقدم رجلا ويؤخر أخرى ووصل ابن زياد بالولاية والخلع فلم يثنه ذلك عما هو فيه من المكاذبة لهم ثم وصل عسكر خوارزم شاه فتلقاهم وأكرمهم وبلغه أن خوارزم شاه في اثرهم على أربع فراسخ من بلخ فندم في أمره ورد إليه عسكره وبلغ غياث الدين عسكر خوارزم شاه ووصولهم إلى هراة فاستدعى ابن حرميل فقبض على أملاكه ونكب أصحابه ورد أقطاعه فاعتزم أهل هراة على القبض عليه وكتب القاضي وابن زياد بذلك إلى غياث الدين ونمى الخبر إلى ابن حرميل فخشى على نفسه منهم وأوهمهم انه يكاتب غياث الدين وطلبهم في الكتاب مع رسوله وأوصى الرسول أن يعدل إلى طريق خوارزم شاه ولحق بهم فردهم وأصبحوا على البلد لرابعة يوم من سفر الرسول فأدخلهم ابن حرميل البلد وأمكنهم من أبوابها وقبض على ابن زياد وسمله وأخرج القاضي فلحق بغياث الدين في بيروز كوه ونمى الخبر بذلك إلى غياث الدين فاعتزم على المسير بنفسه فبلغه سير علاء الدين صاحب باميان إلى غزنة فاقتصر عن ذلك وأقام ينتظر شأنه مع الدر وأما بلخ فان خوارزم شاه لما بلغه مقتل شهاب الدين أطلق أسرى الغوريين الذين كانوا عنده وخلع عليهم واستألفهم وبعث أخاه على شاه في العساكر
(٤١٢)