ولما فارق الغز همذان بعث إليها مسعود بن سبكتكين عسكرا فملكوها وسار هو إلى أصفهان فهرب عنها علاء الدولة واستولى ما كان له بها من الذخائر ولحق علاء الدولة إلى أبي كليجار بتستر يستنجده عقب انهزامه أمام جلال الدولة سنة احدى وعشرين كما قدمنا فوعده بالنصر إذا اصطلح مع عمه جلال الدولة ثم توفى محمود بن سبكتكين ورجع مسعود من خراسان وكان فنا خسرو بن مجد الدولة معتصما بعمران فطمع في الري وجمع جمعا من الديلم والأكراد وقصدها فهزمه نائب مسعود بها وقتل جماعة من عسكره وعاد إلى حصنه وعاد علاء الدولة من عند أبي كليجار وقد كان خائفا من مسعود أن يسير إليهم ولا طاقة لهم به فجاء بعد موت محمود ومهلك أصفهان وهمذان والري وتجاوز إلى أعمال أنوشروان وسروا إليه بالري واشتد القتال وغلبوه على الري ونهبوها ونجا علاء الدولة جريحا إلى قلعة فرد خان على خمسة عشر فرسخا من همذان فاعتصم بها وخطب بالري وأعمال أنوشروان لمسعود بن سبكتكين وولى عليها تاش الفوارس فأساء السيرة فولى علاء الدولة * (استيلاء جلال الدولة على البصرة ثم عودها لابي كليجار) * قد كنا قدمنا أن جلال الدولة خالف أبا كليجار إلى الأهواز واتبعه أبو كليجار من واسط فهزمه جلال الدولة ورجع إلى واسط فارتجعها وبعث أبو منصور بختيار بن علي نائبا لابي كليجار فبعث أربعمائة سفينة للقائهم مع عبد الله السراني الركازي صاحب البطيحة فانهزموا وعزم بختيار على الهرب ثم ثبت وأعاد السفن لقتالهم والعسكر في البر وجاء الوزير أبو على لحربهم في سفينة فلما وصل نهر أبى الخصيب وبه عساكر بختيار رجع مهزوما وتبعه أصحاب بختيار ثم ركب بختيار بنفسه وأخذوا سفن أبى على كلها وأخذوه أسيرا وبعثه بختيار إلى أبي كليجار فقتله بعض غلمانه اطلع له على ريبة وخشيه فقتله وكان قد أحدث في ولايته رسوما جائرة من المكوس ويعين فيها ولما بلغ خبره إلى جلال الدولة استوزر مكانه ابن عمه أبا سعيد عبد الرحيم وبعث الأجناد لنصرة الذين كانوا معه فملكوا البصرة في شعبان سنة احدى وعشرين ولحق بختيار بالأبلة في عساكره واستمد أبا كليجار فبعث إليه العساكر مع وزيره ذي السعادات أبى الفرج بن نسانجس فقاتلوا عساكر جلال الدولة بالبصرة فانهزم بختيار أولا وأخذ كثير من سفنه ثم اختلف أصحاب جلال الدولة بالبصرة وتنازعوا وافترقوا واستأمن بعضهم إلى ذي السعادات فركبوا إلى البصرة وملكوها وعادت لابي كليجار كما كانت * (وفاة القادر ونصب القائم للخلافة) *
(٤٨٠)