فكبسهم ونجا فلهم إلى حلب وانتهى المكتفى إلى الرقة وقد سار بدر مولى ابن طولون في اتباع القرامطة فهزمهم وأثخن فيهم وبعث المكتفى العساكر مع يحيى بن سليمان الكاتب وفيهم الحسين بن حمدان من بني تغلب ومعهم بنو شيبان فواقعوا القرامطة سنة احدى وتسعين فهزموهم وقتل منهم خلق من أصحاب القرمطي ونجا ابنه أبو القاسم ببعض ذخيرته وسار هو مستخفيا إلى ناحية الكوفة ومعه المدثر والمطوق وغلام له وانتهوا إلى الرحبة فوشى بهم إلى العامل فقبض عليهم وبعث بهم إلى المكتفى بالرقة ورجع إلى بغداد فقطعهم بعد أن ضرب صاحب الشامة مائتي سوط وأما علي بن ذكرويه ففر بعد مقتل أخيه يحيى على دمشق إلى ناحية الفرات واجتمع إليه فل من القرامطة فاستباح طبرية ثم لما اتبعهم الحسين بن حمدان فر إلى اليمن واجتمع إليه دعاتهم هنالك وتغلب على كثير من مدنه وقصد صنعاء فهرب عنها ابن يعفر فاستباحها وتجافى عن صعدة لذمة العلوية بينه وبين بنى الرمي ونازل بنى زياد بن بيد ومات في نواحي اليمن وفى خلال ذلك بعث أبوه ذكرويه إلى بنى القليص بعد أن كانوا استكانوا وأقاموا بالسماوة فبعث إليهم من أصحابه عبد الله بن سعيد ويسمى أبا غانم فجاءهم بكتابه سنة ثلاث وتسعين بأنه أوحى إليه بأن صاحب الشامة وأخاه الشيخ مقبلان وان امامه يظهره من بعدهما ويملا الأرض عدلا ويظهر وطاب أبو غانم على احياء كلب فاجتمع إليه جماعة منهم وقصد الشأم فاستباح بصرى وأذرعات ونازل دمشق وعاملها يومئذ أحمد بن كيقلع وهو غائب بمصر في محاربة الجليجى الثائر من شيعة بنى طولون على عساكر المكتفى وقابله خلفاؤه فهزمهم وقتل بعضهم وسار إلى الأردن فقتل عاملها ونهب طبرية وبعث المكتفى الحسين بن حمدان في العساكر ففر أبو غانم إلى السماوة وغور مياهها واتبعته العساكر إلى أن جهدهم العطش ثم رجع الحسين بهم إلى الرحبة وقيل إنهم تقبضوا على أبي غانم وقتلوه وافترق جمعهم وذلك سنة ثلاث وتسعين * (ظهور ذكرويه ومقتله) * ثم اجتمع القرامطة إلى ذكرويه وأخرجوه من الجب الذي كان مختفيا فيه منذ عشرين سنة وحضر عنده دعاتهم فاستخلف عليهم أحمد بن القاسم بن أحمد وعرفهم بما له عليهم من المنة وان رشادهم في امتثال أمره ورمز لهم في ذلك بآيات من القرآن حرف تأويلها وسار وهو محتجب يدعونه السيد ولا يرونه والقاسم يباشر الأمور ويتولاها وبعث المكتفى عساكره فهزمهم القرامطة بالسواد وغنموا معسكرهم وساروا لاعتراض الحاج ومروا بالصوان وحاصروا الواقصة فامتنعت عليهم وطموا
(٨٧)