العساكر إلى الكوفة وواسط فملكوها ثم جاءت عساكر السلطان ملك شاه إلى واسط وخرجت منها عساكر المقتفى إلى واسط فملكها ثم إلى الحلة كذلك ثم عاد إلى بغداد آخر ذي القعدة سنة سبع وأربعين ثم قبض الأمراء على ملك شاه سنة ثمان وأربعين وبايعوا لأخيه محمد وطلب الخطبة من المقتفى فمنع منها فسار السلطان محمد بن محمود إلى العراق سنة احدى وخمسين واضطرب الناس ببغداد واهتم المقتفى بالاحتشاد وجاءته عساكر واسط وبعث السلطان مهلهل بن أبي العسكر إلى الحلة فملكها وحاصر السلطان محمد بغداد سنة ثنتين وخمسين وامتنعت عليه فرجع وتوفى المقتفى سنة خمس وخمسين وبويع ابنه المستنجد واستبد بأمره كما كان أبوه ومنع خطبة السلجوقية من بغداد وكان في نفسه شئ من بني أسد لاجلابهم على بغداد مع مهلهل بن أبي العسكر أيام حصار السلطان محمد لها فأمر بردن بن قماج بقتالهم واجلائهم وكانوا منتشرين في البطائح ولا يقدر عليهم وجمع عساكره وبعث عن ابن معروف مقدم النفق من أرض البصرة فجاءه في جمع كبير وحاصرهم حتى انحسر الماء عنهم وأبطأ أمرهم على المستنجد فبعث إلى بردن يعاتبه وينسبه إلى موافقتهم في الشيع فجهد هو وابن معروف في قتالهم وسد مسالكهم في الماء واستسلموا فقتل منهم أربعة آلاف ونودي عليهم بالجلاء من الحلة فافترقوا في البلاد ولم يبق منهم بالعراق من يعرف وسلمت بطائحهم وبلادهم إلى ابن معروف والمتفق وانقرضت دولة بنى مزيد والبقاء لله [الخبر عن ملوك العجم القائمين بالدعوة العباسية في ممالك الاسلام والمستبدين على الخلفاء ونبدأ منهم أولا بدولة ابن طولون بمصر وبداية أمرهم ومصاير أحوالهم] قد تقدم لنا عند ذكر الفتوحات فتح مصر على يد عمرو بن العاص سنة عشرين من الهجرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه باذنه وولاه عليها وافتتح ما وراءها في المغرب إلى طرابلس وودان وغذامس حسبما ذلك مذكور هنالك وأقام عمر وفى ولايتها أيام عمر كلها وولى عثمان على الصعيد عبد الله بن أبي سرح وأفردها بالولاية وكان يعدو على عمرو فغضب عمرو وأبى من الرجوع إلى ولاية مصر فضمها عثمان لعبد الله بن أبي سرح وولاه عليها وكانت في أيامه غزوة الصواري جاءت مراكب الروم من القسطنطينية في ألف مركب ونزلوا بسواحل الإسكندرية وانتقض أهل القرى ورغب أهل الإسكندرية من عثمان أن يمدهم بعمرو بن العاص فبعثه وزحف إليهم في العرب ومعه المقوقس في القبط وخرجوا من البحر ومعهم من انتقض من أهل القرى ففتح الله على المسلمين وهزموا الروم إلى الإسكندرية وأمضى عمر عمرو في قتلهم ورد على أهل القرى ما غنم المسلمون منهم وعذرهم بالاكراه ورجع إلى المدينة وأقام عبد الله في ولايتهما
(٢٩٣)