* (استيلاء ابن رائق على الشام من يد الإخشيذ) * كان محمد بن رائق الأمير الأمراء ببغداد وقد مر ذكره ثم نازعه مولاه تحكم وولى مكانه سنة ست وعشرين وهرب ابن رائق ثم استتر ببغداد واستولى عليها ورجع الخليفة من تكريت بعد أن كان قدم تحكم ثم كتب إليه واسترده وقد عقد الصلح مع ناصر الدولة بن حمدان من قبل أن يسمع بخبر ابن رائق ثم عادوا جميعا إلى بغداد وراسلهم ابن رائق مع أبي جعفر محمد بن يحيى بن شير زاد في الصلح فأجيب وقلده الراضي طريق الفرات وديار مضر التي هي حران والرها وما جاورهما وجند قنسرين والعواصم فسار إليها واستقر بها ثم طمحت نفسه سنة ثمان وعشرين إلى ملك الشام فسار إلى مدينة حمص فملكها وكان على دمشق بدر بن عبد الله مولى الإخشيذ ويلقب بتدبير فملكها ابن رائق من يده وسار إلى الرملة يريد مصر وبرز الإخشيذ من مصر فالتقوا بالعريش وأكمن له الإخشيذ ثم التقيا فانهزم الإخشيذ أولا وملك أصحاب ابن رائق سواده ونزلوا في خيامهم ثم خرج عليهم كمين الإخشيذ فانهزموا ونجا ابن رائق إلى دمشق في فل من أصحابه فبعث إليه الإخشيذ أخاه أبا نصر بن طغج في العسكر فبرز إليهم ابن رائق وهزمهم وقتل أبو نصر في المعركة فبعث ابن رائق شلوه إلى مصر مع ابنه مزاحم بن محمد بن رائق وكتب إليه بالعزاء والاعتذار وان مزاحما في فدائه فخلع عليه ورده إلى أبيه وتم الصلح بينهما على أن تكون الشام لابن رائق ومصر للإخشيذ والتخم بينهما للرملة وحمل الإخشيذ عنها مائة وأربعين ألفا كل سنة وخرج الشأم عن حكم الإخشيذ وبقي في عمالة ابن رائق إلى أن قتل تحكم والبريدي وعاد ابن رائق من الشأم إلى بغداد فاستدعاه المتقى وصار أمير الأمراء بها فاستخلف على الشام أبا الحسن علي بن أحمد بن مقاتل ولما وصل إلى بغداد قاتله كورتكين القائم بالدولة فظفر به وحبسه وقاتل عامة أصحابه من الديلم وزحف إليهم البريدي من واسط سنة ثلاثين فانهزم المتقى وابن رائق وسار إلى الموصل وكان المتقى قد استنجد ناصر الدولة بن حمدان فبعث إليه أخاه سيف الدولة ولقيه المتقى بتكريت ورجع معه إلى الموصل وقتل ناصر الدولة بن حمدان محمد بن رائق وولى امارة الأمراء للمتقى فلما سمع الإخشيذ بمقتل ابن رائق سار إلى دمشق ثم استولى يوسف بعد ذلك عليها سنة ثنتين وثلاثين وولى ناصر الدولة بن حمدان في ربيع سنة ثنتين وثلاثين على اعمال ابن رائق كلها وهي طريق الفرات وديار مضر وجند قنسرين والعواصم وحمص أبا بكر محمد بن علي بن مقاتل وأنفذه إليها من الموصل في جماعة من القواد ثم ولى بعده في رجب ابن عمه أبا عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان على تلك الأعمال وامتنع أهل الكوفة من طاعته
(٣١٣)