أفتكين منهزما إلى دمشق وكانوا مضطرين فخرجوا إليه وولوه عليهم وصالح المعز إلى أن توفى فنابذ العزيز وبعث إليه جوهر في العساكر فحاصره فكتب أفتكين إلى الأعصم واستدعاه فجاء إلى الشأم سنة ست وستين وخرج معه أفتكين ونازلوا الرملة فملكوها من يد جوهر وزحف إليهم العزيز وهزمهم وتقبض على أفتكين ولحق الأعصم بطبرية منهزما ثم ارتحل منها إلى الأحساء وأنكروا ما فعله الأعصم من البيعة لبنى العباس واتفقوا على اخراج الامر عن ولد أبى سعيد الجنابي وقدموا رجلين منهم وهما جعفر واسحق وسار بنو أبى سعيد إلى جزيرة أوال وكان بنو أبى طاهر قبلهم فقتلوا كل من دخل إليهم من ولد أحمد بن أبي سعيد وأشياعه ثم قام بأمر القرامطة جعفر واسحق هذان ورجعوا إلى دعوة العلوية ومحاربة بنى ورجعوا سنة أربع وستين إلى الكوفة فملكوها وبعث صمصام الدولة بن بويه العساكر إليهم فهزمهم على الفرات وقتل منهم خلق واتبعوهم إلى القادسية ثم اختلف جعفر واسحق وطمع كل منهما في الرياسة على صاحبه وافترق أمرهم وتلاشت دعوتهم إلى أن استولى الأصغر بن أبي الحسن الثعلبي سنة ثمان وتسعين عليهم وملك الأحساء من أيديهم وأذهب دولتهم وخطب للطائع واستقرت الدولة ولبنيه * (ذكر المتغلبين بالبحرين من العرب بعد القرامطة) * كان بأعمال البحرين خلق من العرب وكان القرامطة يستنجدونهم على أعدائهم ويستعينون بهم في حروبهم وربما يحاربونهم ويقاطعونهم في بعض الأوقات وكان أعظم قبائلهم هنالك بنوة ثعلب وبنو عقيل وبنو سليم وأظهرهم في الكثرة والعزة بنو ثعلب ولما فشلت دولة القرامطة بالبحرين واستحكمت العداوة بينهم وبين بنى بويه بعد انقراض ملك بنى الجنابي وعظم اختلافهم عند القائم بدعوة العباسية وكان خالصة للقرامطة ودعاه إلى اذهاب دولتهم فأجابه وداخل بنى مكرم رؤساء عمان في مثل ذلك فأجابوه واستولى الأصغر على البحرين وأورثها بنيه واستولى بنو مكرم على عمان ثم غص بنو ثعلب بسليم واستعانوا عليهم ببني عقيل وطردوهم من البحرين فساروا إلى مصر ومنها كان دخولهم إلى إفريقية كما يأتي ثم اختلف بنو ثعلب وبنو عقيل بعد مدة وطردهم بنو ثعلب إلى العراق فملكوا الكوفة والبلاد العراقية وامتد ملك الأصغر وطالت أيامه وتغلب على الجزيرة والموصل وحارب بنى عقيل سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة برأس عين من بلاد الجزيرة وغص بشأنه نصير الدولة بن مروان صاحب ميافارقين وديار بكر فقام له وجمع له الملوك من كل ناحية فهزمه واعتقله ثم أطلقه ومات وبقي الملك متوارثا في بنيه بالبحرين إلى أن ضعفوا وتلاشوا وانقرضت
(٩١)