بطخارستان فقدم إلى بلخ واستعد للحرب واستنفر جموع الترك والجند والخلنجية والافقانية والفربوية وعسكر على أربعة فراسخ من بلخ وتزاحفوا على التعبية فجعل السلطان في القلب أخاه نصرا صاحب الجيش بخراسان وأبا نصر بن أحمد الفريغوني صاحب الجوزجان وأبا عبد الله بن محمد بن إبراهيم الطائي في كماة الأكراد والعرب والهنود وفى الميمنة حاجبه الكبير أبا سعيد التمر تاشى وفي الميسرة أرسلان الحاجب وحصن الصفوف بخمسمائة من الفيلة وجعل ايلك خان على ميمنته قدر خان ملك الختل وعلى ميسرته أخاه جعفر تكين وهو في القلب وطالت الحرب واستمات الفريقان ونزل السلطان وعفر خده بالأرض متضرعا ثم ركب وحمل في فيلته على القلب فأزاله عن مكانه وانهزم الترك واتبعوهم يقتلون ويأسرون إلى أن عبروا بهم النهر وأكثر الشعراء تهنئة السلطان بهذا الفتح وذلك سنة سبع وتسعين ولما فرغ السلطان من هذه الحرب سار للهند للايقاع بنواسه شاه أحد أولاد الملوك كان أسلم على يده واستخلفه على بعض المعاقل التي افتتحها فارتد ونبذ الاسلام فأغذ السير إليه ففر أمامه واحتوى على المعاقل التي كانت في يده من أصحابه وانقلب إلى غزنة ظافرا وذلك سنة سبع وتسعين * (فتح بهيم نقرا) * ثم سار السلطان سنة ثمان وتسعين في ربيع منها غازيا إلى الهند فانتهى إلى سبط وبهند فلقبه هنالك بن هزبال ملك الهند في جيوش لا تحصى فصدقهم السلطان القتال فهزمهم واتبعهم إلى قلعة بهيم نقرا وهي حصن على حصن عالية اتخذها أهل الهند خزانة للصنم ويودعون به أنواع الذخائر والجواهر التي يتقرب بها للصنم فدافع عنه خزنته أياما ثم استأمنوا وأمكنوا السلطان من القلعة فبعث عليه أبا نصر الفريغوني وحاجبه الكبير ابن التمر تاش وواسع تكين وكلفهما بنقل ما في الخزائن فكان مبلغ المنقول من الوزن سبعين ألف ألف شامية ومن الذهبيات والفضيات موزونة والديباج السوسي ما لا عهد بمثله ووجد في جملتها بيت من الفضة الخاصة طوله ثلاثون ذراعا في خمسة عشر صفائح مضروبة ومعالق للطي والنشر وشراع من ديباج طوله أربعوا ذراعا في عرض عشرين بقائمتين من ذهب وقائمتين من فضة فوكلهما بحفظ ذلك ومضوا إلى غزنة فأمر بساحة داره ففرشت بتلك الجواهر واجتمعت وفود الأطراف لمشاهدتها وفيهم رسول طغان أخي ايلك خان * (خبر الفريغون واستيلاء السلطان على الجوزجان) * وكان بنو فريغون هؤلاء ولاة على الجوزجان أيام بنى سامان يتوارثونها وكان لهم شهرة
(٣٦٨)