هلك يزيد سنة سبعين ومائة في خلافة هارون الرشيد وقام بأمره ابنه داود فخرج عليه البربر وأوقع بهم ورجع إلى القيروان إلى أن كان من أمره ما نذكر * (أخوه روح بن حاتم) * ولما بلغ الرشيد وفاة يزيد بن حاتم وكان أخوه روح على فلسطين استقدمه وعزاه في أخيه وولاه على إفريقية فقدمها منتصف احدى وسبعين وسار داود ابن أخيه يزيد إلى الرشيد وكان يزيد قد أذل الخوارج ومهد البلاد فكانت ساكنة أيام روح ورغب في موادعة عبد الوهاب بن رستم وكان من الوهبية فوادعه ثم هلك روح في رمضان سنة أربع وسبعين وكان الرشيد قد بعث بعهده سرا إلى نصر بن حبيب من قرابتهم فقام بالأمر بعد روح إلى أن ولى الفضل * (ابنه الفضل بن روح) * ولما توفى روح بن حاتم قام حبيب بن نصر مكانه وسار ابنه الفضل إلى الرشيد فولاه على إفريقية مكان أبيه فعاد إلى القيروان في محرم سنة سبع وسبعين واستعمل على تونس المغيرة ابن أخيه بشر بن روح وكان غلاما غرا فاستخف بالجند واستوحشوا من الفضل لما أساء فيهم السيرة واخذهم بموالاة حبيب بن نصر فاستعفي أهل تونس من المغيرة فلم يستعفهم فانتقضوا وقدموا عليهم عبد الله بن الجارود ويعرف بعبد ربه الأنباري وبايعوه على الطاعة وأخرجوا المغيرة وكتبوا إلى الفضل أن يولى عليهم من أراد فولى عليهم ابن عمه عبد الله بن يزيد بن أبي حاتم وسار إلى تونس ولما قار بها بعث ابن الجارود جماعة لتلقيه واستفهامه في أي شئ جاء فعدوا عليه وقتلوه افتياتا بذلك على ابن الجارود واضطر إلى إظهار الخلاف وتولى كبر ذلك محمد بن الفارسي من قواد الخراسانية وكتب إلى القواد والعمال في النواحي واستفسدهم على الفضل وكثر جموع ابن الجارود وخرج الفضل فانهزم واتبعه ابن الجارود واقتحم عليه القيروان ووكل به وبأهله من يوصلهم إلى قابس ثم رده من طريقه وقتله منتصف ثمان وسبعين ورجع ابن الجارود إلى تونس وامتعض لقتل الفضل جماعة من الجند مقدمهم ملك بن المنذر ووثبوا بالقيروان فملكوها وسار إليهم ابن الجارود من تونس فقتلهم وقتل مالك ابن المنذر وجماعة من أعيانهم ولحق فلهم بالأندلس فقدموا عليهم الصلت بن سعيد وعادوا إلى القيروان واضطربت إفريقية * (خزيمة بن أعين) * ولما بلغ الرشيد مقتل الفضل بن روح وما وقع بإفريقية من الاضطراب ولى مكانه
(١٩٤)