وستين إلى سرقسطة وبها سليمان بن يقظان والحسين بن عاصي وقد حاصرهما ثعلبة بن عبيد من قواده فامتنعت عليه وقبض سليمان على ثعلبة وبعث إلى ملك الفرنج فجاء وقد تنفر عنه الحصار فدفع إليه ثعلبة ثم غلب الحسين على سليمان وقتله وانفرد فحاصره عبد الرحمن حتى صالحه وسار إلى بلاد الفرنج والبشكنس ومن وراءهم من الملوك ورجع إلى وطنه وغدر الحسين بسرقسطة فسار إليه عامله ابن علقمة فأسر أصحابه ثم سار إليه عبد الرحمن سنة ست وستين وملكها عنوة وقتل الحسين وقتل أهل سرقسطة ثم خرج سنة ثمان وستين أبو الأسود محمد بن يوسف بن عبد الرحمن فلقيه بقسطلونة وهزمه وأثخن في أصحابه ثم لقيه ثانية سنة تسع وستين فهزمه ثم هلك سنة سبعين في اعمال طليطلة وقام مكانه أخوه قاسم وغزاه عبد الرحمن فحاصره فجاء بغير أمان فقتله ثم توفى عبد الرحمن سنة ثنتين وسبعين ومائة لثلاثة وثلاثين سنة من امارته * (وفاة عبد الرحمن الداخل وولاية ابنه هشام) * ولما هلك عبد الرحمن كان ابنه الأكبر سليمان واليا على طليطلة وكان ابنه هشام على ما ردة وكان قد عهد له بالأمر وكان ابنه عبد الله المسكين حاضرا بقرطبة فأخذ البيعة لأخيه هشام وبعث إليه بالخبر فسار إلى قرطبة وقام بالدولة وغص بذلك أخوه سليمان فأظهر الخلاف بطليطلة ولحق به أخوه عبد الله وبعث هشام في أثره فلم يلحق وسار هشام في العساكر فحاصرهم بطليطلة وخالفه سليمان إلى قرطبة فلم يظفر بشئ منها وبعث هشام بن عبد الملك في أثره فقصد ما ردة فحاربه عامله وهزمه الله بغير أمان ودخل في طاعته فأكرمه ثم بعث سنة أربع وسبعين ابنه معاوية لحصار أخيه سليمان بتدمير فدوخ نواحيها وهرب سليمان إلى جبال بلنسية فاعتصم بها ورجع معاوية إلى أبيه بقرطبة ثم طلب سليمان العبور إلى عدوة البربر بأهله وولده فأجازه هشام وأعطاه ستين ألف دينار صلحا على تركة أبيه وأقام بعدوة المغرب وسار معه أخوه عبد الله ثم خرج على هشام سعيد بن الحسين بن يحيى الأنصاري بطرسوسة من شرق الأندلس وكان قد التجأ إليها حين قتل أبوه ودعى إلى اليمانية فملكها وأخرج عاملها يوسف العبسي فعارضه موسى بن فرقوق في المضرية بدعوة هشام وخرج أيضا مطروح بن سليمان بن يقظان بمدينة برشلونة وملك مدينة سرقسطة واشقة وكان هشام في شغل بأمر أخويه فلما فرغ منهما بعث أبا عثمان عبيد الله بن عثمان بالعساكر إلى مطروح فحاصره بسرقسطة أياما ثم أفرج عنه ونزل بطرسوسة قريبا وأقام بتحيفة ثم غدر بمطروح بعض أصحابه وجاء برأسه إلى أبي عثمان فبعث به إلى هشام وسار إلى سرقسطة فملكها ثم دخل إلى دار الحرب غازيا وقصد ألبة والقلاع فلقى العدو وظفر بهم وفتح الله
(١٢٤)