من كهلان قد انتشروا ما بين الجزيرة والشأم في عدوة الفرات وكانوا كالرعايا لبنى حمدان يؤدون إليهم الإتاوات وينفرون معهم في الحروب ثم استفحل أمرهم عند فشل دولة بنى حمدان وساروا إلى ملك البلاد ولما انهزم أبو طاهر بن حمدان أمام أبى علي بن مروان بديار بكر كما قدمناه سنة ثمانين ولحق بنصيبين وقد استولى عليها أبو الدرداء محمد ابن المسيب بن رافع بن المقلد بن جعفر بن عمر بن مهند أمير بنى عقيل ابن كعب بن ربيعة ابن عامر فقتل أبا طاهر وأصحابه وسار إلى الموصل فملكها وبعث إلى بهاء الدولة بن بويه المستبد على الخليفة بالعراق في أن يبعث عاملا على الموصل فبعث عاملا من قبله والحكم راجع لابي الدرداء وأقام على ذلك سنتين وبعث بهاء الدولة سنة ثنتين وثمانين عساكره إلى الموصل مع أبي جعفر الحجاج بن هرمز فغلب عليها أبا الدرداء وملكها وزحف لحربه أبو الدرداء في قومه ومن اجتمع إليه من العرب فكانت بينهم حروب ووقائع وكان الظفر فيها للديلم * (مهلك أبى الدرداء وولاية أخيه المقلد) * ثم مات أبو الدرداء سنة ست وثمانين وولى امارة بنى عقيل مكانه أخوه على بعد أن تطاول إليها أخوهما المقلد بن المسيب وامتنع بنو عقيل لان عليا كان أسن منه فصرف المقلد وجهه إلى ملك الموصل واستمال الديلم الذين فيها مع أبي جعفر بن هرمز فمالوا إليه وكتب إلى بهاء الدولة أن يضمنه الموصل بألفي ألف درهم كل سنة ثم أظهر لأخيه على وقومه أن بهاء الدولة قد ولاه واستمدهم فساروا معه ونزلوا على الموصل وخرج إلى المقلد من كان استماله من الديلم واستأمن إليهم أبو جعفر قائد الديلم فأمنوه وركب السفن إلى بغداد واتبعوه فلم يظفروا منه بشئ وتملك المقلد ملك الموصل * (فتنة المقلد مع بهاء الدولة بن بويه) * كان المقلد يتولى حماية غربي الفرات وكان له ببغداد نائب فيه تهور وجرى بينه وبين أصحاب بهاء الدولة مشاجرة وكان بهاء الدولة مشغولا بفتنة أخيه فكتب نائب المقلد إليه يشكو من أصحاب بهاء الدولة فجاء في العساكر وأوقع بهم ومد يده إلى جباية الأموال وخرج نائب بهاء الدولة ببغداد وهو أبو علي بن إسماعيل عن ضمان القصر وغيره فغالط بهاء الدولة وأنفذ أبا جعفر الحجاج بن هرمز للقبض على أبي علي بن إسماعيل ومصالحة المقلد بن المسيب فصالحه على أن يحمل إلى بهاء الدولة عشرة آلاف دينار ويخطب له ولأبي جعفر بعده ويأخذ من البلاد رسم الحماية وأن يخلع على المقلد الخلع السلطانية ويلقب حسام الدولة ويقطع الموصل والكوفة والقصر والجامعين
(٢٥٥)