مع روزبهان وفصل معز الدولة من بغداد خامس شعبان من السنة قاصدا لحربه وبلغ الخبر إلى ناصر الدولة بن حمدان فبعث ابنه أبا الرجال في العساكر للاستيلاء على بغداد فخرج الخليفة عنها منحدرا وأعاد معز الدولة سبكتكين الحاجب وغيره لمدافعة ابن حمدان عن بغداد وسار إلى أن قارب الأهواز والديلم في شغب عليه وعلى عزم اللحاق بروزبهان الا نفرا يسيرا من الديلم كانوا خالصة فكان يعتمد عليهم وعلى الأتراك وكان يفيض العطاء في الديلم فيمسكون عما يهمون به ثم ناجز روزبهان الحرب سلخ رمضان فانهزم وأخذ أسيرا وعاد إلى بغداد إلى أبي الرجال بن حمدان وكان بعكبرا فلم يجده لأنه بلغه خبر روزبهان فأسرع العود إلى الموصل ودخل معز الدولة بغداد وغرق روزبهان وكان أخوه بلكا الخارج بشيراز أزعج عنها عضد الدولة وسار إليه أبو الفضل بن العميد وقاتله فظفر به وعاد عضد الدولة إلى ملكه وانمحى أثر روزبهان واخوته وقبض معز الدولة على جماعة منهم ممن ارتاب بهم واصطنع الأتراك وقدمهم وأقطع لهم فاعتزوا وامتدت أيديهم * (استيلاء معز الدولة على الموصل ثم عودها) * كان ناصر الدولة بن حمدان قد صالح معز الدولة على ألفى ألف درهم كل سنة ثم لم يحمل فسار إليه معز الدولة منتصف سبع وأربعين ففارق الموصل إلى نصيبين وحمل معه سائر أهل دولته من الوكلاء والكتاب ومن يعرف وجوه المال وأنزلهم في قلاعه كقلعة كواشى والزعفران وغيرهما وقطع الميرة عن عسكر معز الدولة فضاقت عليهم الأقوات فسار معز الدولة إلى نصيبين للميرة وبلغه أن أبا الرجاء وهبة الله في عسكر سنجار فبعث إليهم بعض عساكره وكبسوهم فهربوا واستولى العسكر على مخلفهم ونزلوا في خيامهم وكر عليهم أولاد ناصر الدولة وهم غارون فأثخنوا فيهم وأقاموا بسنجار وسار معز الدولة إلى نصيبين فلحق ناصر الدولة بميافارقين واستأمن الكثير من أصحابه إلى معز الدولة فلحق بأخيه سيف الدولة بحلب فبالغ في تكرمته وخدمته وتوسط في الصلح بينه وبين معز الدولة بثلاثة آلاف ألف فأجابه معز الدولة وتم ذلك بينهما ورجع معز الدولة العراق في محرم سنة ثمان وأربعين * (العهد لبختيار) * وفى سنة خمس طرق معز الدولة مرض استكان له وخشى على نفسه فأراد العهد لابنه بختيار وعهد إليه بالأمر وسلم له الأموال وكان بين الحاجب سبكتكين والوزير المهلبي منافرة فأصلح بينهما ووصاهما بابنه بختيار وعهد إليه بالأمور واعتزم على العود إلى
(٤٤١)