فكانت بينهما عدة حروب أصيب فيها مروان بسهم فأثبت وبقي أياما يجود بنفسه والقتال بين أصحابه وبين بدر وأسر بدر في بعض تلك الحروب فقتله مروان وعاش بعده أياما ثم مات وصلح أمرهم * (خروج الروم إلى الثغور واستيلاؤهم على دارا) * وفى سنة خمس وخمسين خرجت جموع الروم إلى الثغور فحاصروا آمد ونالوا من أهلها قتلا وأسرا فامتنعت عليهم فانصرفوا إلى دارا قريبا من ميافارقين فأخذوها وهرب الناس إلى نصيبين وسيف الدولة يومئذ بها فهم بالهروب وبعث عن العرب ليخرج معهم ثم انصرف الروم وأقام هو بمكانه وساروا إلى أنطاكية فحاصروها مدة وعاثوا في جهاتها فامتنعت فعاد الروم إلى طرسوس * (وفاة سيف الدولة ومحبس أخيه ناصر الدولة) * وفى صفر من سنة خمس وخمسين توفى سيف الدولة أبو الحسن علي بن أبي الهيجاء عبد الله ابن حمدان بحلب وحمل إلى ميافارقين فدفن بها وولى مكانه بعده ابنه أبو المعالي شريف ثم في جمادى الأولى منها حبس ناصر الدولة أخوه بقلعة الموصل حبسه ابنه أبو ثعلب فضل الله القظنفر وكان كبير ولده وكان سبب ذلك أنه كبر وساءت أخلاقه وخالف أولاده وأصحابه في المصالح وضيق عليهم فضجروا منه ولما بلغهم معز الدولة بن بويه اعتزم أولاده على قصد العراق فنهاهم ناصر الدولة وقال لهم اصبروا حتى ينفق بختيار ما خلف أبوه معز الدولة من الذخيرة فتظفروا به والا استظهر عليكم وظفر بكم فلجوا في ذلك ووثب به أبو ثعلب بموافقة البطانة وحبسه بالقلعة ووكل بخدمته وخالفه بعض اخوته في ذلك واضطرب أمره واضطر إلى مداراة بختيار بن معز الدولة وأرسل له في تجديد الضمان ليحتج به على اخوته فضمنه بألفي ألف درهم في كل سنة * (ولاية أبى المعالي بن سيف الدولة بحلب ومقتل أبى فراس) * ولما مات سيف الدولة كما ذكرناه ولى بعده ابنه أبو المعالي شريف وكان سيف الدولة قد ولى أبا فراس بن أبي العلاء سعد بن حمدان عندما خلصه من الأسر الذي أسره الروم في منبج فاستفداه في الفداء الذي بينه وبين الروم سنة خمس وخمسين وولاه على حمص فلما مات سيف الدولة استوحش من أبى المعالي بعده ففارق حمص ونزل في صدد قرية في طرف البرية قريبا من حمص فجمع أبو المعالي الاعراب من بني كلاب وغيرهم وبعثهم مع عرقوبة في طلبه فجاء إلى صدد واستأمن له أصحاب أبي فراس وكان في جملتهم فأمر به عرقوبة فقتل واحتمل رأسه إلى أبي المعالي وكان أبو فراس خاله
(٢٤٢)