ثم هرب ورجع إلى حصن يشتر ولما توفى الأمير محمد تغلب على حصن الحامة ورية ورندة والثجة وغزاه المنذر سنة أربع وسبعين فافتتح جميع قلاعه وقتل عامله برية ثم سأل الصلح فعقد له المنذر ثم نكث ابن حفصون وعاد إلى الخلاف فحاصره المنذر إلى أن هلك محاصرا له فرجع عنه الأمير عبد الله واستفحل أمر ابن حفصون والثوار وتوالت عليه الغزوات والحصار وكاتب ابن الأغلب صاحب إفريقية وهاداه وأظهر دعوة العباسية بالأندلس فيما إليه وتثاقل ابن الأغلب على اجابته لاضطراب إفريقية فأمسك وأكثر الاجلاب على قرطبة وبنى حصن بلاية قريبا منها وغزاه عبد الله وافتتح بلاية والثجة ثم قصده في حصنه فحاصره أياما وانصرف عنه فاتبعه ابن حفصون فكر عليه الأمير عبد الله وهزمه وأثخن فيه وافتتح البيرة من أعماله ووالى عليه الحصار في كل سنة فلما كانت؟؟ وثمانين؟؟ عمر بن حفصون وخالص ملك الجلالقة فنبذ إليه أمراؤه بالحصون عهده وسار الوزير أحمد بن أبي عبيدة لحصاره في العساكر فاستنجد بإبراهيم بن حجاج النائر بإشبيلية ولقياه فهزمهما وراجع ابن حجاج الطاعة وعقد له الأمير عبد الله على إشبيلية وبعث ابن حفصون بطاعته للشيعة عند ما تغلبوا على القيروان من يد الأغالبة وأظهر بالأندلس دعوة عبيد الله ثم راجع طاعة بنى أمية عندما هيأ الله للناصر ما هيأه من استفحال الملك واستنزال الثوار واستقام إلى أن هلك سنة ست وثلثمائة لسبع وثلاثين سنة من ثورته وقام مكانه ابنه جعفر فأقره الناصر على أعماله ثم دس إليه أخوه سليمان بن عمر بعض رجالاتهم فقتله لسنتين أو ثلاثة من ولايته وكان مع الناصر فسار إلى أهل يشتر وملكوه مكان أخيه وذلك سنة ثمان وثلثمائة وخاطب الناصر فعقد له كما كان أخوه ثم نكث وتكرر انكاثه ورجوعه ثم بعث إليه الناصر وزيره عبد الحميد بن سبيل بالعساكر ولقيه فهزمه وقتله وجئ برأسه إلى قرطبة وقدم المولدون أخاه حفص بن عمر فانتكث ومضى على العصيان وغزاه الناصر وجهز العساكر لحصاره حتى استأمن له ونزل إلى قرطبة بعد سنة من ولايته وخرج الناصر إلى يشتر فدخله وجال في أقطاره ورفع أشلاء عمر وابنه جعفر وسليمان فصلبهم بقرطبة وخرب جميع الكنافس التي كانت في الحصون التي بنواحي رية وأعمال مالقة ثلاثين حصنا فأكثر وانقرض أمر بنى حفصون وذلك سنة خمس عشرة وثلثمائة والبقاء لله * (ثوار إشبيلية المتعاقبون) * ابن أبي عبيدة وابن خلدون وابن حجاج وابن مسلمة وأول الثوار كان بإشبيلية أمية ابن عبد الله المغافر بن أبي عبيدة وكان جدة أبو عبدة عاملا عليها من قبل عبد الرحمن
(١٣٥)