* (ولاية نصر بن أحمد على ما وراء النهر) * ولما استولى الصفار على خراسان وانقرض أمر بنى أمر بنى طاهر عقد المعتمد لنصر بن أحمد على أعمال ما وراء النهر فبعث جيوشه إلى شط جيحون مسلحة من عبور الصفار فقتل مقدمهم ورجعوا إلى بخارى وخشيهم واليها على نفسه ففر عنها وولوا عليهم ثم عزلوا ثم ولوا ثم عزلوا فبعث نصر أخاه إسماعيل على شط بخارى وكان يعظم محله ويقب في خدمته ثم ولى على غزنة أبا إسحاق بن التكين ثم ولى على خراسان من بعد ذلك رافع بن هرثمة بولاية بنى طاهر وأخرج عنها الصفار وحصلت بينه وبين إسماعيل أعمال خوارزم فولاه إياها وفسد ما بين إسماعيل وأخيه نصر وزحف إليه سنة ثنتين وسبعين فأرسل قائده حمويه ابن علي إلى رافع يستنجده فسار إليه بنفسه منها وأصلح بينهما ورجع إلى خراسان ثم انتقض ما بينهما وتحاربا سنة خمس وسبعين وظفر إسماعيل بنصر ولما حضر عنده ترجل له إسماعيل وقبل يده ورده إلى كرسي امارته بسمرقند وأقام نائبا عنه ببخارى وكان إسماعيل خيرا مكرما لأهل العلم والدين * (وفاة نصر بن أحمد وولاية أخيه إسماعيل على ما وراء النهر) * ثم توفى نصر سنة تسع وسبعين وقام مكانه في سلطان ما وراء النهر أخوه إسماعيل وولاه المعتضد ثم ولاه خراسان سنة سبع وثمانين وكان سبب ولايته على خراسان أن عمرو بن الليث كان المعتضد ولاه خراسان وأمره بحرب رافع بن هرثمة فحاربه وقتله وبعث برأسه إلى المعتضد وطلب منه ولاية ما وراء النهر فولاه وسير العساكر لمحاربة إسماعيل بن أحمد مع محمد بن بشير من خواصه فانتهوا إلى آمد بشط جيحون وعبر إليهم إسماعيل فهزمهم وقتل محمد بن بشير ورجع إلى بخارى فسار عمرو بن الليث من نيسابور إلى بلخ يريد العبور إلى ما وراء النهر فبعث إليه إسماعيل يستعطفه بأن الدنيا العريضة في يدك وانما لي هذا الثغر فأبى ولج وعبر إسماعيل النهر وأحاط به وهو على نجد فصا محصورا وسال المحاجزة فأبى إسماعيل وقاتله فهزمه وأخذه بعض العسكر أسيرا وبعث به إلى سمرقند ثم خيره في إنفاذه إلى المعتضد فاختاره فبعث به إليه ووصل إلى بغداد سنة ثمان وثمانين وأدخل على جمل وحبس وأرسل المعتضد إلى إسماعيل بولاية خراسان كما كانت لهم فاستولى عليها وصارت بيده ولما قتل عمرو بن الليث طمع محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان والديلم في ملك خراسان فسار إليها وهو يظن أن إسماعيل بن أحمد لا يريدها ولا يتجاوز عمله فلما صار إلى جرجان وقد وصل كتاب المعتضد إلى إسماعيل بولاية خراسان مكتب إليه ينهاه عن المسير إليها فأبى فسرح إليه محمد بن هارون قائد رافع وكان قد فارقه مند هزيمته ومقتله ولحق بإسماعيل فسرحه في العساكر لقتل محمد بن زيد
(٣٣٤)