وتسعين وأربعمائة وكان تتش صاحب الشام قد مات واختلف بعده ابناه رضوان ودقاق وكان دقاق بدمشق ورضوان بحلب فخطب رضوان في اعماله للمستعلي بالله أياما قلائل ثم عاود الخطبة للعباسيين.
* (استيلاء الفرنج على بيت المقدس) * كان بيت المقدس قد أقطعه تاج الدولة تتش للأمير سليمان بن أرتق التركماني وقارن ذلك استفحال الفرنج واستطالتهم على الشأم وخروجهم سنة تسعين وأربعمائة ومروا بالقسطنطينية وعبروا خليجها وخلى صاحب القسطنطينية سبيلهم ليحولوا بينه وبين صاحب الشأم من السلجوقية والغز فنازلوا أولا أنطاكية فأخذوها من يد باغيسيان من قواد السلجوقية وخرج منها هاربا فقتله بعض الأرمن في طريقه وجاء برأسه إلى الفرنج بأنطاكية وعظم الخطب على عساكر الشأم وسار كربوقا صاحب الموصل فنزل مرج دابق واجتمع إليه دقاق بن تتش وسليمان بن أرتق وطفتكين اتافك صاحب حمص وصاحب سنجار وجمعوا من كان هنالك من الترك والعرب وبادروا إلى أنطاكية لثلاثة عشر يوما من حلول الفرنج بها وقد اجتمع ملوك الفرنج ومقدمهم بنميد وخرج الفرنج وتصافوا مع المسلمين فانهزم المسلمون وقتل الفرنج منهم الوفا واستولوا على معسكرهم وساروا إلى معرة النعمان وحاصروها أياما وهربت حاميتها وقتلوا منها نحوا من مائة ألف وصالحهم ابن منقذ على بلد مشيرز وحاصروا حمص فصالحهم عليها جناح الدولة ثم حاصروا عكة فامتنعت عليهم وأدرك عساكر الغز من الوهن مالا يعبر عنه فطمع أهل مصر فيهم وسار الأفضل بن بدر بالعساكر لاسترجاع بيت المقدس فحاصرها وبها سقمان وأبو الغازي ابنا أرتق وابن أخيهما ياقوتي وابن عمهما سوتج ونصبوا عليها نيفا وأربعين منجنيقا وأقاموا عليها نيفا وأربعين يوما ثم ملكوها بالأمان في سنة تسعين وأحسن الأفضل إلى سقمان وأبى الغازي ومن معهما وخلى سبيلهم فسار سقمان إلى بلد الرها وأبو الغازي إلى بلد العراق وولى الأفضل على بيت المقدس ورجع إلى مصر ثم سارت الفرنج إلى بيت المقدس وحاصروه نيفا وأربعين يوما ونصبوا عليه برجين ثم اقتحموها من الجانب الشمالي لسبع بقين من شعبان واستباحوها أسبوعا ولجأ المسلمون إلى محراب داود عليه السلام واعتصموا به إلى أن استنزلهم الفرنج بالأمان وخرجوا إلى عسقلان وقتل بالمسجد عند الشجرة سبعون ألفا وأخذوا من المسجد نيفا وأربعين قنديلا من الفضة يزن كل واحد منها ثلاثة آلاف وستمائة وتنورا من الفضة يزن أربعين رطلا بالشامي ومائة وخمسين قنديلا من الصفر وغير ذلك