أبى الفتوح وأسلموه وفر الوزير المغربي إلى ديار بكر بن أرض الموصل ومعه ابن سبابة وفر التهامي إلى الري وكان معه وقطع الحاكم الميرة عن الحرمين ثم راجع أبو الفتوح الطاعة فعفى عنه الحاكم وأعاده إلى امارته بمكة ولم يحج من العراق في هذه السنين أحد وفى سنة ثنتي عشرة حج بأهل العراق أبو الحسن محمد بن الحسن الافساسي فقيه الطالبيين واعترضهم بنو نبهان من طيئ وأميرهم حسان بن عدى وقاتلوهم فهزموهم وقتل أميرهم حسان وخطب في هذه السنة للظاهر بن الحاكم بمكة ولما كان الموسم سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ضرب رجل من قوم مصر الحجر الأسود بدبوس فصدعه وثلمه وهو يقول كم تعبدكم تقبل فتبادر إليه الناس فقتلوه وثار أهل العراق بأهل مصر فنهبوهم وفتكوا فيهم ثم حج بركب العراق سنة أربع عشرة النقيب بن الافساسي وخشى من العرب فعاد إلى دمشق الشأم وحج في السنة التي بعدها وبطل حج العراق ولما بويع القائم العباسي سنة ثنتين وعشرين رام أن يجهز الحاج فلم يقدر لاستيلاء العرب وانحلال أمر بنى بويه ثم خطب بمكة للمستنصر بن الظاهر ثم توفى الأمير أبو الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد بن سليمان رئيس مكة وبنى سليمان سنة ثلاثين وأربعمائة لأربعين سنة من امارته وولى بعده امارة مكة ابنه شكر وجرت له مع أهل المدينة خطوب ملك في أثنائها المدينة وجمع بين الحرمين وعليه انقرض دولة بنى سليمان سنة ثلاثين بمكة وجاءت دولة الهواشم كما يذكر وشكر هذا هو الذي يزعم بنو هلال بن عامر انه تزوج الجازية بنت سرحان من أمراء الأثبج منهم وهو خبر مشهور بينهم في أقاصيصهم وحكايات يتناقلونها ويطرزونها بأعشار من جنس لغتهم ويسمونه الشريف ابن هاشم وقال ابن حزم غلب جعفر بن أبي هاشم على مكة أيام الإخشيديين وولى بنوه من بعده عيسى بن جعفر وأبو الفتوح وابنه شكر بن أبي الفتوح وقد انقرض لان شكرا لم يولد له وصار أمر مكة إلى عبد كان له انتهى كلام ابن حزم وليس أبو هاشم الذي نسب جعفر إليه أبا الهواشم الذي يأتي ذكرهم لان هذا كان أيام الإخشيديين وذلك أيام المستضئ العبيدي وبينهما نحو من مائة سنة * (الخبر عن دولة الهواشم بمكة من بني الحسن وتصاريف أحوالهم إلى انقراضها) * هؤلاء الهواشم من ولد أبى هاشم محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله أبى الكرام بن موسى الجون ونسبه معروف وقد مر وكانت بين هؤلاء الهواشم وبين السليمانيين فتن متصلة ولما مات شكر ذهبت الرياسة من بني سليمان لأنه لم يعقب وتقدم فيهم طراد بن أحمد ولم يكن من بيت الامارة وانما كانوا يؤملونه لاقدامه وشجاعته وكان رئيس الهواشم يومئذ محمد بن جعفر بن محمد وهو أبو هاشم المذكور وقد ساد
(١٠٢)