* (خلع الأمير منصور وولاية أخيه عبد الملك) * ولما سار الأمير منصور عن بخارا إلى خراسان لمدافعة محمود بن سبكتكين عن نيسابور سار بكثرزون للقائه فلقيه بسرخس ثم لم يلق من قبوله ما كان يؤمله فشكا ذلك إلى فائق فألفاه واجدا مثل ذلك فخلصا في نجواهما واتفقا على خلعه وإقامة أخيه عبد الملك مقامه ووافقهما على ذلك جماعة من أعيان العسكر ثم قبضوا عليه وسملوه أول سنة تسعين لعشرين شهرا من ولايته وولى مكانه أخوه عبد الملك وبعث محمود إلى فائق وبكثرزون يقبح عليهما فعلهما وسار نحوهما طامعا في الاستيلاء على الملك * (استيلاء محمود بن سبكتكين على خراسان) * ثم سار محمود بن سبكتكين إلى فائق وبكثرزون ومعهما عبد الملك الصبى الذي نصبوه فساروا إليه والتقوا بمرو سنة تسعين وقاتلهم فهزمهم وافترقوا ولحق عبد الملك ببخارا ومعه فائق ولحق بكثرزون بنيسابور ولحق أبو القاسم بن سيجور بقهستان وقصد محمود نيسابور وانتهى إلى طرسوس فهرب بكثرزون إلى جرجان وبعث في اثره أرسلان الحاجب إلى أن وصل جرجان ورجع فاستخلفه محمود على طرسوس وسار إلى هراة فخالفه بكثرزون إلى نيسابور وملكها ورجع إليها محمود فأجفل عنها ومر بمرو فنهبها ولحق ببخارا واستقر محمود بخراسان وأزال عنها ملك بنى سامان وخطب فيها للقادر العباسي واستدعى الولاية من قبله فبعث إليه بالعهد عليها والخلع لبنى سيجور وأنزله نيسابور وسار هو إلى بلخ كرسي أبيه فافتقده واتفق أصحاب الأطراف بخراسان على طاعته مثل آل افريقون بالجوزجان والشاه صاحب غرسيان وبنى مأمون بخوارزم * (استيلاء ايلك خان على بخارا وانقراض دولة بنى سامان) * ولما ملك محمود خراسان ولحق عبد الملك ببخارا اجتمع إليه فائق وبكثرزون وغيرهما من الأمراء وأخذوا في جمع العساكر لمناهضة محمود بخراسان ثم مات فائق في شعبان من هذه السنة فاضطربوا ووهنوا لأنه كان المقدم فيهم وكان خصيا من موالي نوح بن نصر فطمع ايلك خان في الاستيلاء على ملكهم كما ملكه بقراخان قبله فسار في جموع الترك يظهر المدافعة لعبد الملك عنه فاطمأنوا لذلك وخرج بكثرزون وغيره من الأمراء والقواد للقائه فقبض عليهم جميعا ودخل بخارا عاشر ذي القعدة ونزل دار الامارة واختفى عبد الملك فبعث العيون عليه حتى ظفر به وأودعه السجن في أرز كند فمات وحبس معه أخاه أبا الحرث منصورا المخلوع واخوته الآخرين أبا إبراهيم إسماعيل وأبا يعقوب وأعمامه أبا زكريا وأبا سليمان وأبا صالح القارى وغيرهم من بني سامان
(٣٥٨)