في طلبه أخاه مؤيد الدولة في العساكر إليهم ولقيهم قابوس فهزموه فسار إلى بعض قلاعه واحتمل منها ذخائره ولحق بنيسابور ولحق به فخر الدولة ناجيا من المعركة فأكرمهم أبو العباس تاش وأنزلهم خير منزل وأقاموا عنده واستولى مؤيد الدولة على جرجان وطبرستان * (مسير أبى العباس في عساكر خراسان إلى جرجان ثم مسيره إلى بخارا) * ولما وصل قابوس بن وشمكير وفخر الدولة بن ركن الدولة إلى أبي العباس تاش مستجيرين بالأمير نوح على استرجاع جرجان وطبرستان من يد مؤيد الدولة كتب بذلك إلى الأمير نوح ببخارا فأمره بالمسير معهما وإعادتهما إلى ملكهما فسار معهما لذلك في العساكر ونازلوا جرجان شهرين حتى ضاق عليهم الحصار وداخل مؤيد الدولة فائقا من قواد خراسان ورغبه فوعده بالانهزام ثم خرج مؤيد الدولة من جرجان في عساكره مستميتا فهزمهم ورجعوا إلى نيسابور وكتبوا إلى بخارا بالخبر فأجابهم الأمير نوح بالوعد واستنفر العساكر من جميع الجهات إلى نيسابور للمسير مع قابوس وفخر الدولة فاجتمعوا هنالك ثم جاء الخبر بقتل الوزير أبى الحسن العتبى وكان زمام الدولة بيده فيقال ان أبا الحسن محمد بن إبراهيم بن سيجور وضع عليه من قتله وذلك سنة ثنتين وسبعين ولما قتل كتب الأمير نوح بن منصور إلى الحاجب أبى العباس تاش يستدعيه لتدبير دولته ببخارا فسار عن نيسابور إليها وقتل من ظفر به من قتله أبى الحسن * (رد أبى العباس إلى خراسان ثم عزله وولاية ابن سيجور) * ولما سار أبو العباس إلى بخارا وكان أبو الحسن بن سيجور من حين سار إلى سجستان كما مر مقيما بها ثم رجع آخرا إلى قهستان فلما سار أبو العباس تاش إلى بخارا وكتب ابن سيجور إلى فائق يطلب مظاهرته على ملك خراسان أجابه إلى ذلك واجتمعا بنيسابور واستوليا على خراسان وسار إليهما أبو العباس تاش في العساكر ثم تراسلوا كلهم واتفقوا على أن يكون بنيسابور وقيادة العساكر لابي العباس تاش وبلخ لفائق وهراة لابي الحسن بن سيجور وانصرف كل واحد إلى ولايته وكان فخر الدولة بن بويه خلال ذلك معهما بنيسابور ينتظر النجدة إلى أن هلك أخوه مؤيد الدولة بجرجان في شعبان سنة ثلاث وسبعين واستدعاه أهل دولته للملك فكاتبه الصاحب ابن عباد وغيره فسار إليهم واستولى على ملك أخيه بجرجان وطبرستان وكان الأمير نوح لما سار أبو العباس من بخارا إلى نيسابور استوزر مكانه عبد الله بن عزيز وكانت بينه وبين أبى الحسن العتبى منافسة وعداوة ثم لما ولى الوزارة تقدم على عزل أبى العباس عن خراسان
(٣٥٣)