واستوهبهم الأسرى فأطلقوا له وبقي الرأس ببخارا ولم يحمل إلى بغداد * (استيلاء أبى على على بلد الجيل) * ولما ملك أبو علي بن محتاج صاحب خراسان بلد الري والجبل من يد وشمكير وأقام بها دعوة السعيد نصر بعث العساكر إلى بلد الجيل ففتحها واستولى على زنجان وأبهر وقزوين وقم وكرخ وهمذان ونهاوند والدينور إلى حدود حلوان ورتب فيها العمال وجبى الأموال وكان الحسن بن القيرزان بسارية وهو ابن عم ما كان بن كالى وكان وشمكير يطمع في طاعته له وهو يتمنع فقصده وشمكير وحاصره بسارية وملكها عليه واستنجد الحسن أبا علي بن محتاج فسار معه لحصار وشمكير بسارية سنة ثلاثين وضيق عليه حتى سأل الموادعة فصالحه أبو على على طاعة السعيد نصر وأخذ رهنه ورحل عنه إلى جرجان سنة احدى وثلاثين ثم بلغه موت السعيد فعاد أبو على إلى خراسان فملكها وراسله الحسن بن القيرزان يستميله ورد عليه ابنه سلار الرهينة ليستعين به على الخراسانية فوعده وأطمعه ولما ملك وشمكير الري طمع فيه بنو بويه لأنه كان قد اختل أمره بحادثته مع أبي على فسار الحسن بن القيرزان إلى الري وقاتل وشمكير فهزمه واستأمن إليه الكثير من جنده وسار وشمكير إلى الري فاعترضه الحسن بن القيرزان من جرجان وهزمه إلى خراسان وراسل الحسن ركن الدولة وتزوج بنته واتصل ما بينهما * (وفاة السعيد نصر وولاية ابنه نوح) * ثم أصاب السعيد نصرا صاحب خراسان وما وراء النهر مرض السل فاعتل ثلاثة عشر شهرا ومات في شعبان سنة احدى وثلاثين لثلاثين سنة من ولايته وكان يؤثر عنه الكرم والحلم وأخلص في مرضه التوبة إلى أن توفى ولما مات ولى مكانه ابنه نوح وكان يؤثر الكرم والحلم عنه وبايعه الناس ولقب الحميد وقام بتدبير ملكه أبو الفضل أحمد بن حويه وهو من أكابر أصحاب أبيه كان أبوه السعيد ولى ابنه إسماعيل بخارا في كفالة أبى الفضل وولايته فأساء السيرة مع نوح وحقد له ذلك وتوفى إسماعيل في حياة أبيه وكان يؤثر أبا الفضل فحذره من ابنه نوح فلما ولى نوح سار أبو الفضل من بخارا وعبر جيحون إلى آمد وكان بينه وبين أبى علي بن محتاج صهر فبعث إليه يخبره بقدومه فنهاه عن القدوم عليه ثم كتب له نوح بالأمان وولاه سمرقند وكان؟؟ على الحاكم صاحب الدولة ولا يلتفت إليه والاخر يحقد عليه ويعرض عنه ثم انتقض عبد الله بن اشكام بخوارزم على الأمير نوح فسار من بخار إلى مرو سنة ثنتين وثلاثين وبعث إليه جيشا مع إبراهيم بن فارس فمات في الطريق واستجار ابن اشكام بملك الترك وكان
(٣٤٥)