الاسلام بنواحي ساغون وكاشغر ويعيثون فيها ويصيفون ببلاد بلغار فأسلموا وافترقوا في البلاد وبقي من لم يسلم التتر والخطأ في نواحي الصين انتهى ورجع إلى بقراخان الأول وقال فيه حبس أخاه أرسلان خان وملك بلاده ثم عهد بالملك لولده الأكبر واسمه حسين جعفر تكين وكان له ولد آخر أصغر من حسين اسمه إبراهيم فغارت أمه لذلك وقتلت بقراخان بالسم وخنقت أخاه أرسلان في محبسه ثم استلحمت وجوه أصحابه وأمرائه وملكت ابنها إبراهيم سنة تسع وثلاثين وأربعمائة وبعثته في العساكر إلى برسخان مدينة بنواحي تركستان وكان صاحبها يسمى نيال تكين فانهزم إبراهيم وظفر به نيال تكين وقتله واختلف أولاد بقراخان وفسد أمرهم وقصدهم طقفاج خان صاحب سمرقند وفرغانة فأخذ من أولاد بقراخان الملك من أيديهم * (الخبر عن طقفاج خان وولده) * كان بسمرقند وفرغانة أيام بنى بقراخان واخوته ملك من الترك الخانية اسمه نصر ايلك يلقب عماد الدولة ويكنى أبا المظفر ثم فلج سنة ثنتين وأربعمائة ومات وقد عهد بملكه لابنه شمس الدولة نصر فقصده أخوه طغان خان ابن طقفاج وحاصره بسمرقند وبيته شمس الدولة فهزمه وظفر به وكان ذلك في حياة أبيهما ثم جاء بعد مماته إلى محاربة شمس الدولة بقراخان هارون بن قدر خان يوسف وطغرك خان وكان طقفاج قد استولى على ممالكها وحاصره بسمرقند ولم يظفروا به ورجعوا عنه وصارت أعمال الخانية كلها في أيديهما والاعمال المتاخمة لسيحون لشمس الدولة والتخم بينهما خجندة وكان السلطان البارسلان قد تزوج بابنة قدر خان وكانت قبله زوجا لمسعود بن محمود بن سبكتكين وتزوج شمس الدولة بابنة البارسلان شمس الدولة وذلك سنة خمس وستين وملكها ونقل ذخائرها إلى سمرقند وخاف أهل بلخ منه فاستأمنوا إليه وخطبوا له فيها لان ارباس البارسلان سار إلى الجوزجان وجاء إليها تكين وولى عليها وعاد إلى ترمذ فثار أهل بلخ بأصحابه وقتلوهم فرجع إليهم وأمر باحراق المدينة ثم عفا عنهم وصادر التجار وبلغ الخبر إلى البارسلان فعاد من الجوزجان وسار في العساكر إلى ترمذ في منتصف سنة خمس فلقيه التكين وهزمه وغرق كثير من أصحابه في النهر ثم استقامت الأمور للسلطان ملك شاه فسار إلى ترمذ سنة ست وستين وحاصرها ورماها بالمنجنيق وطم خندقها حتى استأمن أهلها واعتصم بقلعتها أخو التكين ثم استأمن وأطلقه السلطان إلى أخيه ثم سار ملك شاه إلى سمرقند ففارقها وبعث أخوه السلطان في الصلح فأجابه ورده إلى سمرقند ورجع السلطان إلى خراسان انتهى قال ابن الأثير ثم مات شمس الدولة وولى بعده أخوه خضر خان ثم مات خضر خان فولى بعده ابنه أحمد خان وكان أحمد هذا أسره
(٣٩٣)