من قتله وولوا على حلب عبد الله بن علي بن جعفر الكتامي ويعرف بابن شعبان الكتامي وعلى القلعة صفى الدولة موصوفا الخادم * (استيلاء صالح بن مرداس على حلب) * ولما ضعف أمر العبيديين بمصر من بعد المائة الرابعة وانقرض أمر بنى حمدان من الشأم والجزيرة تطاولت العرب إلى الاستيلاء على البلاد فاستولى بنو عقيل على الجزيرة واجتمع عرب الشأم فتقاسموا البلاد على أن يكون لحسان بن مفرج بن دغفل وقومه طيئ من الرملة إلى مصر ولصالح بن مرداس وقومه بنى كلاب من حلب إلى عانة ولسان ابن عليان وقومه؟؟ دمشق وأعمالها وكان العامل على هذه البلاد من قبل الظاهر خليفة مصر أنوشتكين إلى عسقلان وملكها ونهبها حسان وسار صالح بن مرداس إلى حلب فملكها من يد ابن شعبان وسلم له أهل البلد ودخلها وصعد ابن شعبان إلى القلعة فحصرهم صالح بالقلعة حتى جهدهم الحصار واستأمنوا وملك القلعة وذلك سنة أربع وعشرين وأربعمائة واتسع ملكه ما بين بعلبك وعانة * (مقتل صالح وولاية ابنه أبى كامل) * ولم يزل صالح مالكا لحلب إلى سنة عشرين فجهز الظاهر العساكر من مصر إلى الشأم لقتال صالح وحسان وعليهم أنوشتكين الدريدي فسار لذلك ولقيهما على الأردن بطبرية وقاتلهما فانهزما وقتل صالح وولده الأصغر ونجا ولده الأكبر أبو كامل نصر بن صالح إلى حلب وكان يلقب شبل الدولة ولما وقعت هذه الواقعة طمع الروم أهل أنطاكية في حلب فزحفوا إليها في عدد كثير * (مسير الروم إلى حلب وهزيمتهم) * ثم سار ملك الروم إلى حلب في ثلثمائة ألف مقاتل ونزل قريبا من حلب ومعه ابن الدوقس من أكابر الروم وكان منافرا له فخالفه وفارقه في عشرة آلاف مقاتل ونمى إليه انه يروم الفتك به وأنه دس عليه فكر راجعا وقبض على ابن الدوقس واضطرب الروم واتبعهم العرب وأهل السواد الأرمن ونهبوا أثقال الملك أربعمائة حمل وهلك أكثر عسكره عطشا ثم أشرف بعض العرب على معسكره فهربوا وتركوا سوادهم وأموالهم وأكرم الله المسلمين بالفتح * (مقتل نصر بن صالح واستيلاء الوزيري على حلب) * وفى سنة تسع وعشرين زحف الوزيري من مصر في العساكر إلى حلب وخليفتهم يومئذ
(٢٧٢)