وساروا من السن إلى الموصل فتأخر الغزالي تل اعفر وأرسلوا إلى أصحابهم بديار بكر ومقدمهم ناصفلى وبوقا فوصلوا إليهم وتزاحفوا مع قراوش في رمضان سنة خمس وثلاثين فقاتلوهم إلى الظهر وكشفوا العرب عن حللهم ثم استماتت العرب فانهزمت الغزو أخذهم السيف ونهب العرب أحياءهم وبعثوا برؤس القتلى إلى بغداد واتبعهم قراوش إلى نصيبين ورجع عنهم وقصدوا ديار بكر فنهبوها ثم أرزن الروم كذلك ثم آذربيجان ورجع قراوش إلى الموصل * (استيلاء بدران بن المقلد على نصيبين) * قد تقدم لنا محاصرة بدران نصيبين ورحيله عنها من أخيه قراوش ثم اصطلحا بعد ذلك واتفقا وتزوج نصير الدولة ابنة قراوش فلم يعدل بينها وبين نسائه وشكت إلى أبيها فبعث عنها ثم هرب بعض عمال ابن مروان إلى قراوش وأطمعه في الجزيرة فتعلل عليه قراوش بصداق ابنته وهو عشرون ألف دينار وطلب الجزيرة ونصيبين لأخيه بدران فامتنع ابن مروان من ذلك فبعث قراوش جيشا لحصار الجزيرة وآخر مع أخيه بدران لحصار نصيبين ثم جاء بنفسه وحاصرها مع أخيه وامتنعت عيه وتسللت العرب والأكراد إلى نصير الدولة بن مروان بميافارقين وطلب منه نصيبين فسلمه إليه وأعطى قراوش من صداق ابنته خمسة عشر ألف دينار وكان ملك ابن مروان في دقوقا فزحف إليه أبو الشوك من امراء الأكراد فحاصره بها وأخذها من يده عنوة وعفا عن أصحابه ثم توفى بدران سنة خمس وعشرين وجاء ابنه عمر إلى قراوش فأقره على ولاية نصيبين وكان بنو نمير قد طمعوا فيها وحاصروه فسار إليهم ودافعهم عنها * (الفتنة بين قراوش وغريب بن معن) * كانت تكريت لابي المسيب رافع بن الحسين من بني عقيل فجمع غريب جمعا من العرب والأكراد وأمده جلال الدولة بعسكر وسار إلى تكريت فحاصرها وكان رافع ابن الحسين عند قراوش بالموصل فسار النصرة بالعساكر ولقيه غريب في نواحي تكريت فانهزم واتبعه قراوش ورافع ولم يتعرضوا لمحلته وماله ثم تراسلوا واصطلحوا * (فتنة قراوش وجلال الدولة وصلحهما) * كان قراوش قد بعث عسكره سنة احدى ثلاثين لحصار خميس بن ثعلب بتكريت واستجار خميس بجلال الدولة فبعث إليه بالكف عنه فلم يفعل فسار بنفسه يحاصره وكتب إلى الأتراك ببغداد يستفسدهم عن جلال الدولة وسار جلال الدولة إلى الأنبار
(٢٦١)