وأقطع قطب الدين أيبك مدينة دهلي وهي كرسي الممالك التي فتحها وأرسل عسكرا من الخلخ مختارين ففتحوا من بلاد الهند ما لم يفتحه أحد حتى قاربوا حدود الصين من جهة الشرق وذلك كله سنة ثمان وأربعين وخمسمائة * (مقتل ملك الغور محمد بن علاء الدين) * قد تقدم لنا أن محمد بن علاء الدين ملك الغور بعد أبيه وأقام مملكا عليها ثم سار سنة ثمان وخمسين بعد أن احتفل في الاحتشاد وجمع العساكر وقصد بلخ وهي يومئذ للغز فزحفوا إليه وجاءهم بعض العيون بأنه خرج من معسكره لبعض الوجوه في خف من الجند فركبوا لاعتراضه ولقوه فقتلوه في نفر من أصحابه وأسروا منهم آخرين ونجا الباقون إلى المعسكر فارتحلوا هاربين إلى بلادهم وتركوا معسكرهم بما فيه فغنمه الغزو انقلبوا إلى بلخ ومروا ظافرين غانمين * (الفتنة بين الغورية وبين خوارزم شاه على ما ملكوه من بلاد خراسان) * قد تقدم لنا أن غياث الدين وشهاب الدين ابني أبى الفتح سام بن الحسين الغوري رجعا إلى خراسان سنة سبع وأربعين فملكا هراة وبوشنج وبادغيس وغيرها وذلك عند انهزام سنجر أمام الغز وافترق ملكه بين أمرائه ومواليه فصاروا طوائف وأظهرهم خوارزم شاه بن أنس بن محمد بن أنوشرتكين صاحب خوارزم فلما كان سنة خمس وسبعين قام بأمره ابنه سلطان شاه ونازعه أخوه علاء الدين تكين فغلبه على خوارزم وخرج سلطان شاه إلى مرو فملكا من يد الغز ثم أخرجوه منها فاستجاش بالخطا وأخرجهم من مرو وسرخس ونساو ابيورد وملكها جميعا وصرف الخطأ إلى بلادهم وكتب إلى غياث الدين أن ينزل له عن هراة وبوشنج وبادغيس وما ملكه من خراسان وهدده على ذلك فراجعه بإقامة الخطبة له بمرو وسرخس وما ملكه من خراسان فامتعض لذلك سلطان شاه وسار إلى بوشنج فحاصرها وعاث في نواحيها وجهز غياث الدين عساكره مع صاحب سجستان وابن أخته بهاء الدين سام بن باميان لغيبة أخيه شهاب الدين في الهند فساروا إلى خراسان وكان سلطان شاه يحاصر هراة فخام عن لقائهم ورجع إلى مرو وعاث في البلاد في طريقه وأعاد الكتاب إلى غياث الدين بالتهديد فاستقدم أخاه شهاب الدين من الهند فرجع مسرعا وساروا إلى خراسان وجمع سلطان شاه جموعا ونزل الطالقان وترددت الرسل بين سلطان شاه وغياث الدين حتى جنح إلى الصلح بالنزول له عن بوشنج وبادغيس وشهاب الدين يجنح إلى الحرب وغياث الدين يكفهم وجاء رسول سلطان شاه لاتمام العقد فقام شهاب الدين العلوي وقال لا يكون هذا أبدا ولا تصالحوه وقام شهاب الدين ونادى في عسكره بالحرب والتقدم إلى مرو الروذ
(٤٠١)