ابن حبيب الأباضي مولى كندة وكان على طرابلس الجنيد بن بشار الأسدي من قبل عمر بن حفص فأمده بالعساكر وقاتلوا أبا حازم فهزمهم وحصرهم بقابس وانقضت إفريقية من كل ناحية ثم ساروا في عسكر إلى طبنة وحاصروا بها عمر بن حفص فيهم أبو قرة اليعقوبي في أربعين ألفا من الصفرية وعبد الرحمن بن رستم في خمسة عشر ألفا من الإباضية جاؤوا معه والمسور الزناتي في عشرة آلاف من الإباضية وأمم من الخوارج من صنهاجة وزناتة وهوارة ما لا يحصى فدافعهم عمر بن حفص با لأموال وفرق كلمتهم وبذل لأصحاب أبى قرة مالا فانصرفوا واضطر أبو قرة لاتباعهم فبعث عمر جيشا إلى ابن رستم وهو بتهودا فانهزم إلى تاهرت وضعف الإباضية عن حصار طبنة فأفرجوا عنها وسار أبو حاتم إلى القيروان وحاصرها ثمانية أشهر واشتد حصارها وسار عمر بن حفص وجهز العساكر لطبنة فخالفه أبو قرة إلى طبنة فهزموه وبلغ أبا حاتم وأصحابه وهو على القيروان مسير عمر بن حفص إليهم فساروا للقائه فمال هو من الاربس إلى تونس ثم جاء إلى القيروان فدخلها واستعد للحصار واتبعه أبو حاتم والبربر فحاصروه إلى أن جهده الحصار وخرج لقتالهم مستميتا فقتل آخر سنة أربع وخمسين وولى مكانه أخوه لامه حميد بن صخر فوادع أبا حاتم على أن يقيم دعوة العباسية بالقيروان وخرج أكثر الجند إلى طبنة وأحرق أبو حاتم أبواب القيروان وثلم سورها * (يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب) * ولما بلغ المنصور انتقاض إفريقية على عمر بن حفص وحصاره بطبنة ثم بالقيروان بعث إليه يزيد بن أبي حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة في ستين ألف مقاتل وبلغ خبره عمر بن حفص فحمله ذلك على الا ستمائة حتى قتل وسار يزيد بن حاتم فقدم عليها وأبو حاتم يعقوب بن حبيب مستول عليها فسار إلى طرابلس للقائه واستخلف على القيروان عمر بن عثمان الفهري فانتقض وقتل أصحابه وخرج المخارق بن غفار فرجع إليهما أبو حاتم ففرا من القيروان ولحقا بجيجل من سواحل كتامة فتركهما واستخلف على القيروان عبد العزيز بن السبع المغافري وسار للقاء يزيد وسار يزيد إلى طرابلس فلحق أبو حاتم بجبال نفوسة واتبعته عساكر يزيد فهزمهم فسار إليه يزيد بنفسه وقاتله قتالا شديدا فانهزم البربر وقتل أبو حاتم في ثلاثين ألفا من أصحابه وتتبعهم يزيد بالقتل بثأر عمر بن حفص ثم ارتحل إلى القيروان فدخلها منتصف سنة خمس وخمسين وكان عبد الرحمن بن حبيب بن عبد الرحمن الفهري مع أبي حاتم فلحق بكتامة وبعث يزيد في طلبه فحاصروهم ثم ظفروا بهم وهرب عبد الرحمن وقتل جميع من كان معه وبعث يزيد المخارق بن غفار على الزاب ونزل طبنة وأثخن في البربر في وقائع كثيرة مع وربجومة وغيرهم إلى أن
(١٩٣)