فامتنعت عليه وسار قراوش للقائه واعوزت عساكر جلال الدولة الأقوات ثم اختلفت عقيل على قراوش وبعث إلى جلال الدولة بمعاودة الطاعة فتحا لفا وعاد كل إلى بلده * (أخبار ملوك القسطنطينية لهذه العصور) * كان بسيل وقسطنطين قد تزوج أبوهما أمهما في يوم عيد ركب إلى الكنيسة فرآها في النظارة فشغف بها وكان أبوها من أكابر الروم فخطبها منه وتزوجها وولدت الولدين ومات أبوهما وهما صغيران وتزوجت بعده بمدة تغفور وملك وتصرف وأراد أن يجب ولديها وأغرت الدمشق بقتله فقتله وتزوجت به وأقامت معه سنة ثم خافها وأخرجها بولديها إلى دير بعيد فأقامت فيه سنة أخرى ثم دست إلى بعض الرهبان ليقتل الدمشق فأقام بكنيسة الملك يتحيل لذلك حتى جاء الملك واستطعمه القربان في العيد من يده فدس له معه سما ومات وجاءت هي قبل العيد بليال إلى القسطنطينية فملك ولدها بسيل واستبدت عليه لصغره فلما كبر سار لقتال البلغار في بلادهم وبلغه وهو هنالك وفاتها فأمر خادما له بتدبير الامر في غيبته بالقسطنطينية وأقام في قتال البلغار أربعين سنة ثم انهزم وعاد إلى القسطنطينية وتجهز ثانية وعاد إليهم فظهر بهم وقتل ملكهم وملك بلادهم ونقل أهلها إلى بلاد الروم قال ابن الأثير وهؤلاء البلغار الذين ملك بلادهم بسيل غير الطائفة المسلمة منهم وهؤلاء أقرب من أولئك إلى بلاد الروم بشهرين وكلاهما بلغار انتهى وكان بسيل عادلا حسن السيرة وملك على الروم نيفا وسبعين سنة ولما مات ملك أخوه قسطنطين ثم مات وخلف بناتا ثلاثا فملكت الكبرى وتزوجت بأرمانوس من بيت ملكهم وهو الذي ملك الرها من المسلمين وكان له من قبل الملك رجل يخدمه من السوقة الصيارفة اسمه ميخاييل فاستخلصه وحكمه في دولته فمالت زوجة أرمانوس إليه وأعملا الحيلة في قتل الملك أرمانوس فقتلاه خنقا وتزوجته على كره من الروم ثم عرض لميخاييل هذا مرض شوه خلقته فعهد بالملك إلى ابن أخيهن واسمه ميخاييل فملك بعده وقبض على أخواله وإخوتهم وضرب الدنانير باسمه سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ثم أحضر زوجته بنت الملك وحملها على الرهبانية والخروج له عن الملك وضربها ونفاها إلى جزيرة في البحر ثم اعتزم على قتل البطرك للراحة من تحكمه فأمره بالخروج إلى الدير لعمل وليمة يحضرها عنده وأرسل جماعة من الروم وبلغار لقتله فبذل لهم البطرك مالا على الابقاء ورجع إلى بيته وحمل الروم على عزل ميخاييل فأرسل إلى زوجته الملكة من الجزيرة التي نفاها إليها فلم تفعل وأقبلت على رهبانيتها فخلعها البطرك من الملك وملكت أختها الصغيرة بدرونة وأقاموا من خدم أبيها من
(٢٦٢)