واستقل وكتب إلى أخيه أبى خول على لسان أبيه يستقدمه وقدم فقتله وقتل عمومته واخوته وقوى أمر الشيعي وانتقل زيادة الله إلى رقادة ليلا ان يخالفه الشيعي إليها وفتح الشيعي مدينة سطيف فسرح زيادة الله العساكر لحربه وعقد عليها لإبراهيم ابن حبيش من صنائعه فخرج في أربعين ألفا وأقام بقسطيلة ستة أشهر فاجتمعت إليه مائة ألف وزحف إلى كتامة وتلقوه باجانة فاخترمت عساكره وولت الهزيمة عليه وانتهى إلى باغاية ثم انتقل إلى القيروان وافتتح أبو عبد الله مدينة طبنة وقتل فتح ابن يحيى المسالتي وكان بها ثم فتح بلزمة وهدم سورها ثم وصل عروبة بن يوسف من امراء كتامة إلى باغاية وأوقع بالعساكر التي كانت بها مجمرة لحربهم بنظر هارون بن الطبني وأرسل أبو عبيد الله الشيعي إلى تيحيسن فحاصرها ثم افتتحها صلحا وكثر الارجاف بالقيروان ففتح زيادة الله ديوان العطاء واستلحق واستركب وأجمع الخروج فخرج إلى الاربس سنة خمس وتسعين فلما انتهى إليها تخوف غائلة الشيعي وأشار عليه أهل بيته بالرجوع فرجع إلى رقادة وقدم على العساكر إبراهيم بن أبي الأغلب من وجوه أهل بيته ثم زحف أبو عبد الله إلى باغاية ففتحها صلحا وهرب عاملها ثم سرب أبو عبد الله الجيوش فبلغت مجانة وأوقعوا بقبائل نفزة واستولوا على تيفاش وزحف ابن أبي الأغلب إلى تيفاش فمنعه أهلها وهزموا طلائعه فافتتحها وقتل من كان بها ثم خرج أبو عبد الله الشيعي في عساكر كتامة إلى باغاية ثم إلى سكاية ثم إلى سبيبة ثم إلى حمودة فاستولى على جميعها وأمن أهلها ورحل ابن أبي الأغلب من الاربس ثم سار أبو عبد الله إلى قسطيلة وقفصة فأمنهم ودخلوا في دعوته وانصرف إلى باغاية ثم إلى انكجان وزحف ابن أبي الأغلب إلى باغاية فقاتلها وامتنعت عليه ورجع إلى الاربس ثم زحف أبو عبد الله إلى الاربس سنة ست وتسعين في جمادى ومر بشق بنارية وأمن أهلها إلى قمودة * (خروج زيادة الله إلى المشرق) * ولما وصل الخبر إلى زيادة الله بوصول الشيعي إلى قمودة حمل أمواله وأثقاله ولحق بطرابلس معتزما على الشرق وأقبل الشيعي إلى إفريقية وفى مقدمته عروبة بن يوسف وحسن بن أبي خنزير ووصل إلى رقادة في رجب سنة ست وتسعين وتلقاه أهل القيروان وبايعوا لعبيد الله المهدى كما ذكرناه في أخبارهم ودولتهم وأقام زيادة الله بطرابلس سبعة عشر يوما وانصرف ومعه إبراهيم بن الأغلب وكان نمى عنه أنه أراد الاستبداد لنفسه بالقيروان بعد خروج زيادة الله فأعرض عنه واطرحه وبلغ مصر فمنعه عاملها عيسى البرشدى من الدخول إلا عن أمر الخليفة وأنزله بظاهر البلد ثمانية أيام وانصرف إلى ابن الفرات وزير المقتدر يستأذن له في الدخول فأتاه كتابه بالمقام
(٢٠٦)