الخلافة وكبار العرب والبربر واقتسموا خططها وقام كل واحد بأمر ناحية منها وتغلب بعض على بعض استقل آخرا بأمرها ملوك منهم استفحل شأنهم ولاذوا بالجزية للطاغية أو يظاهرون عليهم أو ينتزعونهم ملكهم حتى أجاز إليهم يوسف بن تاشفين أمير المرابطين وغلبهم جميعا على أمرهم فلنذكر أخبارهم واحدا بعد واحد [الخبر عن بنى عباد ملوك إشبيلية وغربي الأندلس وعمن تغلبوا عليه من أمراء الطوائف] كان أولهم القاضي أبو القاسم محمد بن ذي الوزارتين أبى الوليد إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمر بن أسلم بن عمر بن عطاف بن نعيم اللخمي وعطاف هو الداخل إلى الأندلس في طوالع لخم وأصلهم من جند حمص ونزل عطاف قرية طشانة بشرق إشبيلية ونسل بنيه بها وكان محمد بن إسماعيل بن قريش صاحب الصلاة بطشانة ثم ولى ابنه إسماعيل الوزارة بإشبيلية سنة ثلاث عشرة وأربعمائة وولى ابنه أبو القاسم القضاء بها والوزارة من سنة أربع عشرة وأربعمائة إلى أن هلك سنة ثلاث وثلاثين وكان أصل رياسته أنه كان له اختصاص بالقاسم بن حمود وهو الذي أحكم عقد ولايته وكان محمد بن زيرى من اقيال البرابرة واليا على إشبيلية فلما فر القاسم من قرطبة وقصده داخل ابن عباد محمد بن زيرى في غرناطة ففعل وطردوا القاسم وطردوا بعده ابن زيرى وصار الامر شورى بينه وبين أبى بكر الزبيدي معلم هشام وصاحب مختصر العين في اللغة ومحمد بن برمخ الألهاني ثم استبد عليهم وجند الجند ولم يزل على القضاء ولما منع القاسم من إشبيلية عدل منها إلى قرمونة ونزل على محمد بن عبد الله البرز إلى وكان ولى قرمونة أيام هشام والمهدى من بعده ثم استبد بها سنة أربع وأربعمائة أزمان الفتنة فداخله ابن عباد في خلع القاسم والاستبداد بها ثم تنصح للقاسم فتحول إلى شريش واستبد محمد بن البرز إلى بقرمونة واستبد أبو القاسم إلى أن هلك سنة ثلاث وثلاثين كما قلناه وقام بأمره ابنه عباد وتلقب المعتضد واستولى على سلطانه واشتدت حروبه وأيامه وتناول طائفة من الممالك بعد بالأندلس وانفسح أمده وأول ما افتتح أمره بمداخلة محمد بن عبد الله البرز إلى صاحب قرمونة في افساد ما بينه وبين القاسم بن حمود حتى تحول عنه إلى شريش ثم تحارب مع عبد الله بن الأفطس صاحب بطليوس وغزاه ابن إسماعيل في عساكره ومعه محمد بن عبد الله البرز إلى فلقيه المظفر بن الأفطس فهزمهما وأسر المظفر بن البرز إلى إلى أن أطلقه بعد حين ثم فسد ما بينه وبين البرز إلى واتصلت الفتنة بينهما إلى أن قتله ابنه إسماعيل خرج إليه في سرية فأغار على قرمونة وأكمن الكمائن فركب محمد البرزالي في أصحابه واستطرد له إسماعيل إلى أن بلغ بن الكمين
(١٥٦)