رشيد الحبشي واستبد عليهم إلى أن انقرضت دولتهم سنة سبع وأربعمائة ثم هلك هذا الطفل فولوا طفلا آخر من بني زياد أصغر منه وقال ابن سعيد لم يعرف عمارة اسمه لتوالى الحجبة عليه ويعنى عمارة مؤرخ اليمن وقيل هذا الطفل الأخير اسمه إبراهيم وكفلته عمته ومرجان من موالي الحسن بن سلامة واستبد بأمرهم ودولتهم وكان له موليان اسم أحدهما قيس والاخر نجاح فجعل الطفل المملك في كفالته وأنزله معه بزبيد وولى نجاحا على سائر الاعمال خارج زبيد ومنها الكرارة واللجم وكان يؤثر قيسا على نجاح ووقع بينهما تنافر ورفع لقيس ان عمة الطفل تميل إلى نجاح وتكاتبه دونه فقبض عليها باذن مولاه مرجان ودفنها حية واستبد وركب بالمظلة وضرب السكة وانتقض نجاح لذلك فزحف في العساكر وبرز قيس للقائه فكانت بينهما حروب ووقائع انهزم قيس في آخرها وقتل في خمسة آلاف من عسكره وملك نجاح زبيد سنة عشر وأربعمائة ودفن قيسا ومولاه مرجانا مكان الطفل والعمة واستبد وضرب السكة باسمه وكاتب ديوان الخلافة ببغداد فعقد له على اليمن ولم يزل مالكا لتهامة قاهر الأهل الجبال وانتزع الجبال كلها من مولاه الحسن بن سلامة ولم تزل الملوك تتقى صولته إلى أن قتله على الصليحي القائم بدعوة العبيديين على يد جارية بعث بها إليه سنة ثنتين وخمسين وأربعمائة فقام بالأمر بعده بزبيد مولاه كهلان ثم استولى الصليحي على زبيد وملكها من يده كما يذكر * (الخبر عن بنى الصليحي القائمين بدعوة العبيديين باليمن) * كان القاضي محمد بن علي الهمداني ثم الصليحي رئيس حران من بلاد همذان وينتسب في بني يام ونشأ له ولد اسمه على وكان صاحب الدعوة يومئذ عامر بن عبد الله الزوايي نسبة إلى زواية من قرى حران ويقال انه كان عنده كتاب لجعفر من ذخائر أبيهم بزعمهم فزعموا ان على ابن القاضي محمد مذكور فيه فقرأ على على عامل الداعي وأخذ عنه ولما توسم فيه الأهلية أراه مكان اسمه في الجفر وأوصافه وقال لأبيه القاضي احتفظ با بنك فيملك جميع اليمن ونشأ فقيها صالحا وجعل يحج بالناس على طريق الطائف والسروات خمس عشرة سنة فطار ذكره وعظمت شهرته وألقى على ألسنة الناس انه سلطان اليمن ومات الداعي عامر الزوابي فأوصى له بكتبه وعهد إليه بالدعوة ثم حج بالناس سنة ثمان وعشرين وأربعمائة على عادته واجتمع بجماعة من قومه همدان كانوا معه فدعاهم إلى النصرة والقيام معه فأجابوه وبايعوه وكانوا ستين رجلا من رجالات قومهم فلما عادوا قام في مصار وهو حصن بذروة جبل حمام وحصن ذلك الحصن ولم يزل أمره ينمى وكتب إلى المستنصر صاحب مصر يسأله الاذن في إظهار الدعوة فأذن له وأظهرها وملك اليمن كله ونزل صنعاء واختط بها القصور وأسكن عنده ملوك اليمن الذين غلب
(٢١٤)