أبى محمد بن فسا نجس وأفرج عن أبي منصور الصاحب واستوزره فأقره على وزارته ببغداد وكان قراتكين قد أفرط في الدولة والضرب على أيدي الحكام فرأى أن يخرجه إلى بعض الوجوه وكان حنقا على بدر بن حسنويه لميله مع عمه فخر الدولة فبعثه إليه في العساكر سنة سبع وسبعين فهزمه بدر بوادي قرمسين بعد أن هزمه قراتكين أولا ونزل العسكر فكر عليهم بدر فهزمهم وأثخن فيهم ونجا قراتكين في الفل إلى جسر النهروان حتى اجتمع إليه المنهزمون ودخل بغداد واستولى بدر على أعمال الجيل ولما رجع قراتكين أغرى الجند بالشغب على الوزير أبى منصور بن صالحان فأصلح مشرف الدولة بينه وبين قراتكين وحقدها له فقبض عليه بعد أيام وعلى جماعة من أصحابه واستصفى أموالهم وشغب الجند من أجله فقتله وقدم عليهم مكانه طغان الحاجب ثم قبض سنة ثمان وسبعين على شكر الخادم خالصة أبيه عضد الدولة وخالصته وكان يحقد عليه من أيام أبيه من سعاياته فيه منها اخراجه من بغداد إلى كرمان تقربا إلى أخيه صمصام الدولة باخراجه فلما ملك مشرف الدولة بغداد اختفى شكر فلم يعثر عليه وكان معه في اختفائه جارية حسناء فعلقت بغيره وفطن لها فضربها فخرجت مغاضبة له وجاءت إلى مشرف الدولة فدلت عليه فأحضره وهم بقتله وشفع فيه نحرير الخادم حتى وهبه له ثم استأذن في الحج وسار من مكة إلى مصر فاختصه خلفاء الشيعة وأنزلوه عندهم بالمنزلة الرفيعة * (وفاة مشرف الدولة وولاية أخيه بهاء الدولة) * ثم توفى مشرف الدولة أبو الفوارس سرديك بن عضد الدولة ملك العراق في منتصف تسع وسبعين لثمانية أشهر وسنتين من ملكه ودفن بمشهد على ولما اشتدت علته بعث ابنه أبا على إلى بلاد فارس بالخزائن والعدد مع أمه وجواريه في جماعة عظيمة من الأتراك وسأله أصحابه أن يعهد فقال أنا في شغل عن ذلك فسألوه نيابة أخيه بهاء الدولة ليسكن الناس إلى أن يستفيق من مرضه فولاه نيابته ولما جلس بهاء الدولة في دست الملك ركب إليه الطائع فعزاه وخلع عليه خلع السلطنة وأقر بهاء الدولة أبا منصور بن صالحان على وزارته * (وثوب صمصام الدولة بفارس وأخباره مع أبي على ابن أخيه مشرف الدولة) * قد تقدم لنا أن صمصام الدولة اعتقله أخوه مشرف الدولة بقلعة ورد قرب شيراز من أعمال فارس عندما ملك بغداد سنة ست وسبعين فلما مات مشرف الدولة وكان قد بعث ابنه أبا على إلى فارس ولحقه موت أبيه بالبصرة فبعث ما معه في البحر إلى ارجان وسار
(٤٦١)