إلى القادر يطلب عهد خراسان وما بيده من الممالك * (غزوة تنيشرة) * كان صاحب تنيشرة عاليا في الكفر والطغيان وانتهى الخبر إلى السلطان في ناحيته من الفيلة فيلة من الفيتلمان الموصوفة في الحروب فاعتزم السلطان على غزوه وسار إليه في مسالك صعبة وعرة بين أودية وقفارات حتى انتهى إلى نهر طام قليل المخاضة وقد استندوا من ورائه إلى سفح جبل فسرب إليهم جماعة من الكماة خاضوا النهر وشغلوهم بالقتال حتى تعدت بقية العسكر ثم قاتلوهم وانهزموا واستباحهم المسلمون وعادوا إلى غزنة ظافرين ظاهرين ثم غزا السلطان على عادته فضل الادلاء طريقهم فوقع السلطان في مخاضات من المياه غرق فيها كثير من العسكر وخاض الماء بنفسه أياما حتى تخلص ورجع إلى خراسان * (استيلاء السلطان على خوارزم) * كان مأمون بن محمد صاحب الجرجانية من خوارزم وكان مخلصا في طاعة الرضى نوح أيام مقامه في آمد كما مر فأضاف نسا إلى عمله فلم يقبلها المودة بينه وبين أبى على ابن سيجور وكان من خبره مع ابن سيجور واستنقاذه إياه من أسر خوارزم شاه سنة ست وثمانين ما مر ذكره وصارت خوارزم كلها له ثم هلك وملك مكانه أبو الحسن على ثم هلك وملك مكانه ابنه مأمون وخطب إلى السلطان محمود بعض كرائمه فزوجه أخته واتحد الحال بينهما إلى أن هلك وولى مكانه أبو العباس مأمون ونكح أخته كما نكحها أخوه من قبله ثم دعاه إلى الدخول في طاعته والخطبة له كما دعا الناس فمنعه أصحابه وأتباعه وتوجس الخيفة من السلطان في ذلك فرجعوا إلى الفتك به فقتلوه وبايعوا ابنه داود وازداد خوفهم من السلطان ذلك فتعاهدا على الامتناع ومقدمهم التكين البخاري وسار إليهم السلطان في العساكر حتى أناخ عليهم وبيتوا محمد بن إبراهيم الطائي وكان في مقدمة السلطان فقاتلهم إلى أن وصل السلطان فهزمهم وأثخن فيهم بالقتل والأسر وركب التكين السفن ناجيا فغدره الملاحون وجاؤا به إلى السلطان فقتله في جماعة من القواد الذين قتلوا مأمونا على قبره وبعث بالباقين إلى غزنة فأخرجوا في البعوث إلى الهند وأنزلوا هنالك في حامية الثغور وأجريت لهم الارزاق واستخلف على خوارزم الحاجب الترنتاش ورجع إلى بلاده * (فتح قشمير وقنوج) * ولما فرغ السلطان من أمر خوارزم وانضافت إلى مملكته عدل إلى بست وأصلح
(٣٧١)