حفصون في الولاية فامتنع ثم هلك اثر ذلك سنة؟؟ أيام الأمير عبد الله وولى ابنه عبد الرحمن بن مروان وأثخن في البرابرة المجاورين له وهلك لشهرين من ولايته فعقد الأمير عبد الله على بطليوس لأميرين من العرب ولحق من بقي من ولد عبد الرحمن بحصن شونة وكانا اثنين من أعقابه وهما مروان وعبد الله ابنا ابنه محمد وعمهما مروان ثم خرجا من حصن شونة ولحقا بآخر من أصحاب جدهما عبد الرحمن ثم اضطرب الأمير ان ببطليوس وتنازعا وقتل أحدهما الآخر واستقل ببطليوس ثم تسور عبد الله منها سنة ست وثمانين فقتله وملك بطليوس واستفحل أمره والمعجل له الأمير عبد الله عليها ونازل حصون البرابرة حتى طاعوا له وحارب ابن تاكيت صاحب ماردة ثم اصطلحوا وأقاموا جميعا طاعة الأمير عبد الله ثم تحاربوا فاتصلت حروبهم إلى آخر دولته * (ثورة لب بن محمد بسرقسطة وتطيلة) * ثم ثار لب بن محمد بن لب بن موسى بسرقسطة سنة ثمان وخمسين ومائتين أيام الأمير محمد فترددت إليه الغزوات حتى استقام وأسجل له الأمير محمد على سرقسطة وتطيلة وطرسونة فأحسن حمايتها واستفحلت امارته فيها ونازله ملك الجلالقة اذفونش في بعض الأيام بطرسونة فنزل إليه ورده على عقبه منهزما وقتل نحوا من ثلاثة آلاف من قومه وانتقض على الأمير عبد الله وحاصر تطيلة * (ثورة مطرف بن موسى بن ذي النون الهواري بشنت برية) * كان لمطرف صيت من الشجاعة ومحل من النسب والعصبية فثار في شنت برية وكانت بينه وبين صاحب ينبلونة سلطان البشكنس من الجلالقة حروب أسره العدو في بعضها ففر من الأسر ورجع إلى شنت برية واستقامت طاعته إلى آخر دولة الأمير محمد * (ثورة الأمير ابن حفصون في يشتر ومالقة ورندة واليس) * وهو عمر بن حفصون بن عمر بن جعفر بن دميان بن فرغلوش بن اذفونش القس هكذا نسبه ابن حبان أول ثائر كان بالأندلس وهو الذي افتتح الخلاف بها وفارق الجماعة أيام محمد بن عبد الرحمن في سنى السبعين والمائتين خرج بجبل يشتر من ناحية رية ومالقة وانضم إليه الكثير من جند الأندلس ممن في قلبه مرض في الطاعة وابتنى قلعته المعروفة به هنالك واستولى على غرب الأندلس إلى رندة وعلى السواحل من الثجة إلى البيرة وزحف إليه هاشم بن عبد العزيز الوزير فحاصره واستنزله إلى قرطبة سنة سبعين
(١٣٤)