يدبر ملكها وخلعوا ميخاييل وقاتل أشياعه أشياع بدرونة فظفر بهم أشياع بدرونة ونهبوهم وفزع الروم إلى التماس ملك يدبرهم وقارعوا بين المرشحين فخرجت القرعة على قسطنطين فملكوه وتزوجته الملكة الكبرى ونزلت لها الصغيرة عن الملك سنة أربع وثلاثين ثم خرج خارجي من الروم اسمه ميناس وكثر جمعه وبلغ عشرين ألفا وجهز قسطنطين إليه العساكر فقتلوه وسيق رأسه إليه وافترق أصحابه ثم ورد على القسطنطينية سنة خمس وثلاثين مراكب للروم ووقعت منها محاورات نكرها الروم فحاربوهم وكانوا قد فارقوا مراكبهم إلى البر فأحرقوها وقتلوا الباقين * (الوحشة بين قراوش والأكراد) * كان للأكراد عدة حصون تجاور الموصل فمنها للحميدية قلعة العقر وما إليها وصاحبها أبو الحسن بن عكشان وللهدبانية قلعة أرمل وأعمالها وصاحبها أبو الحسن بن موشك ونازعه أخوه أبو علي بن أربل فأخذها منه بإعانة ابن عكشان وأسر أخاه أبا الحسن وكان قراوش وأخوه زعيم الدولة أبو كامل مشغولين بالعراق فنكرا ذلك لما بلغهما ورجعا إلى الموصل فطلب قراوش من الحميدي والهدباني النجدة على نصير الدولة ابن مروان فجاء الحميدي بنفسه وبعث الهدباني أخاه وأصلح قراوش نصير الدولة ثم قبض على عكشان وصالحه على اطلاق أبى الحسن بن موشك وامتنع أخوه أبو على وكان عكشان عونا عليه فأجاب ورهن في ذلك ولده ثم أرسل أبا على في ذلك الامر وحضر بالموصل ليسلم أربل إلى أخيه أبى الحسن وسلم قراوش إليه قلاعه وخرج ابن عكشان وأبو علي ليسلما أربل إلى أبي الحسن بن موشك فغدرا به وقبضا على أصحابه وهرب هو إلى الموصل وتأكدت الوحشة بينهما وبين قراوش * (خلع قراوش بأخيه أبى كامل ثم عوده) * ثم وقعت الفتنة بين معتمد الدولة وقراوش وأخيه زعيم الدولة أبى كامل وكان سببها ان قريشا ابن أخيهما بدران فتن عمه أبا كامل وجمع عليه الجموع وأعانه عمه الاخر واستمد قراوش بنصير الدولة بن مروان فبعث إليه بابنه سليمان وأمده الحسن ابن عكشان وغيرهما من الأكراد وساروا إلى معلابا فنهبوها وأحرقوها ثم اقتتلوا في المحرم سنة احدى وأربعين يوما وثانيا ووقفت الأكراد ناحية عن المصاف ولم يغشوا المجال وتسلل عن قراوش بعض جموعه من العرب إلى أخيه وبلغه ان شيعة أخيه أبى كامل بالأنبار ووثبوا فيها وملكوها فضعف أمره وأحس من نفسه الظهور عليه ولم يبرح فركب أخوه أبو كامل وقصد حلته فركب قراوش للقائه وجاء به أبو كامل لحلته
(٢٦٣)