المحاسن من يسلم إليه أمواله وصادر عليها قرابته والى غير بغداد من بلاد العجم ويقال كان فيما أخذ له قطعة من البلخش زنة احدى وأربعين مثقالا ثم سار بركيارق إلى الري ولقيه هناك كربوقا صاحب الموصل ونور الدولة دبيس بن صدقة بن مزيد واجتمعت إليه نحو من مائة ألف فارس حتى ضاقت بهم البلاد ففرق العساكر وعاد دبيس إلى أبيه وسار كربوقا إلى آذربيجان لقتال مودود بن إسماعيل بن ياقوتا كان خرج على السلطان هنالك وسار اياز إلى همذان ليقضى الصوم عند أهله ويعود فبقي بركيارق في خف من الجنود وكان محمد أخوه لما انهزم لجهات همذان سار إلى شقيقه بخراسان فانتهى إلى جرجان وبعث يطلب منه المدد فأمده بالمال أولا ثم سار إليه بنفسه إلى جرجان وسار معه إلى الدامغان وحرب عسكر خراسان ما مروا به من البلاد وانتهوا إلى الري واجتمعت إليهم النظامية وبلغهم افتراق العساكر عن بركيارق فأغذوا إليه السير فرحل إلى همذان فبلغه أن اياز راسل محمدا فقصد خوزستان وانتهى إلى تستر واستدعى بنى برسق فقعدوا عنه لما بلغهم مراسلة اياز للسلطان فسار بركيارق نحو العراق وكان اياز راسل محمدا في الكون معه فلم يقبله فسار من همذان ولحق بركيارق إلى حلوان وساروا جميعا إلى بغداد واستولى محمد على مخلف اياز بهمذان وحلوان وكان شيئا مما لا يعبر عنه وصادر جماعة من أصحاب اياز من أهل همذان ووصل بركيارق إلى بغداد منتصف ذي القعدة سنة أربع وتسعين وبعث المستظهر لتلقيه أمين الدولة بن موصلايا في المراكب وكان بركيارق مريضا فلزم بيته وبعث المستظهر في عيد الأضحى إلى داره منبرا خطب عليه باسمه وتخلف بركيارق عن شهود العيد لمرضه وضاقت عليه الأموال فطلب الإعانة من المستظهر وحمل إليه خمسين ألف دينار بعد المراجعات ومديده إلى أموال الناس وصادرهم فضجوا وارتكب خطيئة شنعاء في قاضي جبلة وهو أبو محمد عبد الله بن منصور وكان من خيره أنا أباه منصورا كان قاضيا بجبلة في ملكة الروم فلما ملكها المسلمون وصارت في يد أبى الحسن علي بن عمار صاحب طرابلس أقره على القضاء بها وتوفى فقام ابنه أبو محمد هذا مقامه ولبس شعار الجندية وكان شهما فهم ابن عمار بالقبض عليه وشعر فانتقض وخطب للخلفاء العباسية وكان ابن عمار يخطب للعلوية بمصر وطالت منازلة الفرنج بحصن جبلة إلى أن ضجر أبو محمد هذا وبعث إلى صاحب دمشق وهو يومئذ طغتكين الأتابك أن يسلم إليه البلد فبعث ابنه تاج الملوك مورى وتسلم منه البلد وجاء به إلى دمشق وبذل لهم فيه ابن عمار ثلاثين ألف دينار دون أمواله فلم يرضوا باخفار ذمتهم وسار عنهم إلى بغداد ولقى بها بركيارق فأحضره الوزير أبو المحاسن وطلبه
(٤٨٥)