ويختلف ذلك بحسب اختلاف الأشخاص والأعصار والأمصار والمقامات.
والحق - كما ذكره جملة من أفاضل متأخري المتأخرين - أنه لا دليل على اعتبار المروة في معنى العدالة، بل الظاهر أن تعريف العدالة بالملكة المذكورة لا مستند له من الأخبار أيضا ولذا لم يذكره القدماء وإنما وقع ذلك في كلام العلامة ومن تأخر عنه والظاهر أنه اقتفى في ذلك العامة حيث أنهم عرفوها بذلك.
قال في الذخيرة بعد ذكر التعريف المشار إليه: ولم أجد ذلك في كلام من تقدم على المصنف وليس في الأخبار منه أثر ولا شاهد عليه في ما أعلم وكأنهم اقتفوا في ذلك أثر العامة حيث يعتبرون ذلك في مفهوم العدالة ويوردونه في كتبهم. انتهى أقول: وما ذكروه في معنى المروة مع كونه لا دليل عليه من الأخبار يدفعه ما ورد عنه (صلى الله عليه وآله) أنه كان يركب الحمار العاري ويردف خلفه وأنه كان يأكل ماشيا إلى الصلاة بمجمع من الناس في المسجد وأنه كان يحلب الشاة ونحو ذلك.
ولا يخفى أنه قد ورد هنا جملة من الأخبار في معنى المروة وليس في شئ منها