التواضع في الصلاة، وأن يقبل العبد بقلبه كله على ربه (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (الذين هم في صلاتهم خاشعون) * -: الخشوع غض البصر في الصلاة (2).
قال الطبرسي (رحمه الله) في ذيل قوله تعالى: * (والذين هم في صلاتهم خاشعون) * أي خاضعون متواضعون متذللون، لا يرفعون أبصارهم عن مواضع سجودهم، ولا يلتفتون يمينا ولا شمالا، وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأى رجلا يعبث بلحيته في صلاته، فقال: أما أنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه، وفي هذا دلالة على أن الخشوع في الصلاة يكون بالقلب وبالجوارح: فأما بالقلب فهو أن يفرغ قلبه بجمع الهمة لها والإعراض عما سواها، فلا يكون فيه غير العبادة والمعبود، وأما بالجوارح فهو غض البصر والإقبال عليها وترك الالتفات والعبث (3).
وقيل: الخشوع على ما في القرآن الكريم إنما هو خشوع البصر كما في قوله تعالى:
* (خشعا أبصارهم) * (4)، وخشوع القلب كما في قوله عز وجل: * (ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله) * (5)، وخشوع الصوت كما في قوله * (وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا) * (6)، وخشوع الصلاة محمولة على المعاني الثلاث.
[2280] خشوع النبي (صلى الله عليه وآله) في الصلاة - جعفر بن علي القمي: كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا قام إلى الصلاة تربد وجهه خوفا من الله تعالى (6).
- عائشة: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحدثنا ونحدثه، فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه (7).
- جعفر بن علي القمي أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا قام إلى الصلاة كأنه ثوب ملقى (8).
[2281] خشوع الإمام علي (عليه السلام) - الإمام الصادق (عليه السلام): كان علي إذا قام إلى الصلاة فقال: * (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) * تغير لونه، حتى يعرف ذلك في وجهه (9).
- في تفسير القشيري: أنه - أي علي (عليه السلام) - كان (عليه السلام) إذا حضر وقت الصلاة تلون وتزلزل، فقيل له: ما لك؟
فيقول: جاء وقت أمانة عرضها الله تعالى على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان في ضعفي، فلا أدري أحسن إذا