الملك، واعلم أنه قادر على ما يشاء من العدل والفضل معك وبك...
واعترف بعجزك وتقصيرك وفقرك بين يديه، فإنك قد توجهت للعبادة له، والمؤانسة، واعرض أسرارك عليه، ولتعلم أنه لا تخفي عليه أسرار الخلائق أجمعين وعلانيتهم، وكن كأفقر عباده بين يديه، وأخل قلبك عن كل شاغل يحجبك عن ربك، فإنه لا يقبل إلا الأطهر والأخلص.
وانظر من أي ديوان يخرج اسمك، فإن ذقت من حلاوة مناجاته، ولذيذ مخاطباته وشربت بكأس رحمته وكراماته من حسن إقباله عليك وإجابته، فقد صلحت لخدمته، فادخل فلك الأمن والأمان، وإلا فقف وقوف مضطر قد انقطع عنه الحيل، وقصر عنه الأمل، وقضى عليه الأجل، فإذا علم الله عز وجل من قلبك صدق الالتجاء إليه، نظر إليك بعين الرحمة والرأفة والعطف ووفقك لما يحب ويرضى فإنه كريم يحب الكرامة لعباده المضطرين إليه المحترقين على بابه لطلب مرضاته، قال الله عز وجل: * (أمن يجيب المضطر إذا دعاه...) * (1).
[1762] ثمرة الاختلاف إلى المساجد - الإمام علي (عليه السلام): من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان: أخا مستفادا في الله، أو علما مستطرفا، أو آية محكمة، أو رحمة منتظرة، أو كلمة ترده عن ردى، أو يسمع كلمة تدله على هدى، أو يترك ذنبا خشية أو حياء (2).
- الإمام الحسين (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أدمن إلى المسجد أصاب الخصال الثمانية:
آية محكمة، أو فريضة مستعملة، أو سنة قائمة، أو علم مستطرف، أو أخ مستفاد، أو كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى، وترك الذنب خشية أو حياء (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث: إما دعاء يدعو به يدخله الله به الجنة، وإما دعاء يدعو به ليصرف الله به عنه بلاء الدنيا، وإما أخ يستفيده في الله عز وجل (4).
(انظر) وسائل الشيعة: 3 / 480 باب 3.
[1763] المساجد الممدوحة - الإمام الصادق (عليه السلام): لا تدع إتيان المشاهد كلها: مسجد قبا، فإنه المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، ومشربة أم إبراهيم، ومسجد الفضيخ، وقبور الشهداء، ومسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح (5).
- الإمام الرضا (عليه السلام): إن مسجد الكوفة بيت نوح لو دخله رجل مائة مرة لكتب الله له مائة مغفرة، لأن فيه دعوة نوح (عليه السلام) حيث قال: " رب اغفر لي