الحافظ أبى بكر وملك إشبيلية وبايع للأمير أبى زكريا بن حفص صاحب إفريقية سنة ثلاث وأربعين وولى عليهم أبو زكريا أميرا وقام بأمرهم القائد شغاف والعدو أثناء ذلك يلتقم بلاد المسلمين وحصونهم من لدن عام عشرين أو قبله وصاحب برشلونة من ولد البطريق الذي استعمله الإفرنجة عليها لأول استرجاعهم لها من أيدي العرب فتغلب عليها وبعد عن الفرنجة وضعف لعهده سلطانهم ووصلوا وراء الدروب وعجزوا فكانوا عن برشلونة وجماعتها أعجز فسما أهل طاغيتها منهم لذلك العهد واسمه حاقة إلى التغلب على ثغور المسلمين واستولى على ماردة سنة ست وعشرين وستمائة ثم ميورقة سنة سبع وعشرين؟؟ إلى سرقسطة وشاطبة كان تملكها منذ مائة وخمسين من السنين قبلها ثم بلنسية سنة ست وثلاثين وستمائة بعد حصار طويل وطوى ما بين ذلك من الحصون والقرى حتى انتهى إلى المرية وحصونها وابن أدفونش أيضا ملك الجلالقة هو ابن؟؟ وآباؤه من قبله يتقرى الفرستيرة حصنا حصنا ومدينة مدينة إلى أن طواها واستعبد ابن الأحمر هذا لأول أمره بما كان بينه وبين الثوار بالأندلس من المنازعة فوصل يده بالطاغية في سبيل الاستظهار على أمره فوصله وشد عضده وصار ابن الأحمر في جملته وأعطاه ابن هود ثلاثين من الحصون أو نحوها في كف غربه عن ابن الأحمر وأن يعينه على ملك قرطبة فتسلمها ثم تغلب على قرطبة سنة ثلاث وثلاثين وأعاد إليها خيرة الله كلمة الكفر ثم نازل إشبيلية سنة ست وأربعين وابن الأحمر معه مظهر الامتعاض لابن الجد وحاصرها سنتين ثم دخلها صلحا وانتظم معها حصونها وثغورها وأخذ طليطلة من يد ابن كماشة وغلب بعد ذلك ابن محفوظ على شلب وطليبرة سنة تسع وخمسين ثم ملك مرسية سنة خمس وستين ولم يزل الطاغية يقتطع ممالك الأندلس كورة كورة وثغرا ثغرا إلى أن ألجأ المسلمين إلى سيف البحر ما بين رندة من الغرب والبيرة من شرق الأندلس نحو عشر مراحل من الغرب إلى الشرق وفى مقدار مرحلة أو ما دونها في العرض ما بين البحر والجوف ثم سخط بعد ذلك الشيخ ابن الأحمر وطمع في الاستيلاء على كافة الجزيرة فامتنعت عليه وتلاحق بالأندلس غزاة من زناتة الثائرين يومئذ من بني عبد الواد وتوجين ومغراوة وبنى مرين وكان أعلاهم كعبا في ذلك وأكثرهم غزى بنو مرين فأجاز أولا أولاد إدريس بن عبد الحق وأولاد رحو بن عبد الله بن عبد الحق اعياص الملك منهم سنة ستين أو نحوها عقد لهم عمهم يعقوب بن عبد الحق سلطان المغرب وأجازوا في ثلاثة آلاف أو نحوها فتقبل ابن الأحمر اجازتهم ودفع بهم في نحر عدوه ورجعوا ثم تهايلوا إليه من بعد ذلك من كل بيت من بيوت بنى مرين ومعظمهم الاعياص من بني عبد الحق لما تزاحمهم مناكب
(١٧١)