ابن حضاب وخلعوه لثلاثة أشهر من ملكه ونزل بالمرية ثم حمل إلى ابن غانية بميورقة فسجن بها وثار بمرسية أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن ظاهر ثم خلع وقتل لأربعة أشهر من ولايته وولى حافد المستعين بن هود شهرين ثم ولى ابن عياض وبايع أهل بلنسية بعد ابن حضاب للأمير أبى محمد عبد الله بن سعيد بن مردنيش الجذامي وأقام مجاهدا إلى أن استشهد في بعض أيامه مع النصارى سنة أربعين وخمسمائة فبويع لعبد الله ابن عياض كان ثائرا بمرسية كما قدمناه وهلك سنة ثنتين وأربعين فبويع إلى ابن أخيه محمد بن أحمد بن سعيد بن مردنيش وملك شاطبة ومدينة شقر ومرسية وكان إبراهيم ابن همشك من قواده فعبث في أقطار الأندلس وأغار على قرطبة وتملك بها ثم استرجعت منه ثم غدر بغرناطة وملكها من أيدي الموحدين وحصرهم بالقصبة هو وابن مردنيش ثم استخلصها عبد المؤمن من أيديهم بعد حروب شديدة دارت بينهم بفحص غرناطة لقيه فيها ابن همشك وابن مردنيش وجيوش من أمم النصرانية استعانوا بهم في المدافعة عن غرناطة فهزمهم عبد المؤمن وقتلهم أبرح قتل وحاصر يوسف بلنسية فخطب للخليفة العباسي المستنجد وكاتبه فكتب له بالعهد والولاية ثم بايع للموحدين سنة ست وستين وكان المظفر عيسى بن المنصور بن عبد العزيز الناصر بن أبي عامر عند ما انصرف إلى ملك شاطبة ومرسية تغلب على بلنسية مدة ثم هلك سنة خمس وخمسين وخمسمائة ورجعت إلى ابن مردنيش وكان أحمد بن عيسى تغلب على حصن مزيلة ثائرا بالمرابطين من أتباعه فغلب منذر بن أبي وزير عليه فأجاز سنة أربعين وخمسمائة إلى عبد المؤمن ورغبه في ملك الأندلس فبعث معه البعوث وتغلبوا على بنى غانية أمراء المرابطين بالأندلس وكان بميورقة أيضا منذ اضطراب أمر لمتونة محمد بن علي بن غانية المستوفى وليها سنة عشرين وخمسمائة واستشهد بها ورحل عنها سنة سبع وثلاثين إلى زيارة أخيه يحيى ببلنسية واستخلف على ميورقة عبد الله بن تيما قدمت فلما مكث وثار عليه ثوار فرجع محمد بن غانية وأصلح شأنها إلى أن هلك سنة سبع وستين وولى ابنه إبراهيم أبو اسحق وتوفى سنة ثمانين وخمسمائة وولى بعده أخوه طلحة وبايع للموحدين سنة احدى وثمانين وأوفد عليهم أهل ميورقة فبعثوا معهم علي بن الربرتبر فلما وصل إلى ميورقة ثار على طلحة بنو أخيه اسحق وهم على ويحيى ويعفر ابن الربرتبر وخلعوا طلحة ثم بلغهم موت يوسف بن عبد المؤمن فخرجوا إلى إفريقية حسبما نذكر في أخبار دولتهم فانقرضت دولة المرابطين بالمغرب والأندلس وأدال الله منهم بالموحدين وقتلوهم في كل وجه واستفحل أمرهم بالأندلس واستعملوا فيها القرابة من بني عبد المؤمن وكانوا يسمونهم السادة واقتسموا ولايتها بينهم وأجاز يعقوب المنصور منهم غازيا بعد
(١٦٦)