أمر فأئتمر وإما نهي فأنتهي، اللهم خر لي برحمتك خيرة في عافية ثلاث مرات ثم يأخذ كفا من الحصى أو سبحة. انتهى.
بيان: قوله في الدعاء المذكور (نيطت) من ناط الشئ بالشئ علقه به وربطه، واعجاز الشئ أواخره جمع عجز، وبواديه أوله جمع بادية، وبادئ الرأي أوله، وحفه يحفه إذا أحاطه قال الله عز وجل (حافين من حول العرش) (1) أي مستديرين، والكرامة مصدر كرم، و (خر لي) بمعنى أجعل لي فيه الخير (وخيرة) بكسر الخاء المعجمة وسكون الياء اسم مصدر من قولك (خار الله لك كذا) وأما (خيرة) بكسر الخاء وفتح الياء كعنبة فهو اسم مصدر من قولك (خار الله اختاره الله) كما ورد في زيارته صلى الله عليه وآله (السلام عليك يا خيرة الله) و (ترد) أي تغير وتحول ومن ثم تعدى إلى مفعولين، و (شموس) على وزن فعول كصبور للمبالغة والماضي شمس بفتح الميم يشمس على مثال كتب يكتب، وشمس الفرس يشمس شماسا بكسر الشين وشموسا بضمها بمعنى حزن ومنع ظهره أن يركب، والذلول خلافه من الذل بالذال المعجمة مكسورة ومضمومة ضد الصعوبة، تقول ذل يذل ذلا فهو ذلول، والمعنى فخر لي خيرة تسهل صعبه تيسر عسيره، و (تقعض) بالقاف والعين المهملة والضاد المعجمة على وزن يكتب مضارع (قعض) مثال كتب بمعنى عطف، قال في الصحاح قعضت العود عطفته كما تعطف عروش الكرم والهودج.
أقول: وفي هذا الباب استخارة غريبة لم أقف عليها إلا في كلام والدي (قدس سره) قال (طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه) في كتاب السعادات: خيرة مروية عن الإمام الناطق جعفر بن محمد الصادق (ع) (يقرأ الحمد مرة والاخلاص ثلاثا ويصلي على محمد وآله خمس عشرة مرة ثم يقول: اللهم إني أسألك بحق الحسين وجده وأبيه وأمة وأخيه والأئمة التسعة من ذريته أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي الخيرة في هذه السبحة وأن تريني ما هو أصلح لي في الدين والدنيا، اللهم