وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا).
ومنها - ما رواه في كتاب معاني الأخبار بسند معتبر عن المعلى بن خنيس (1) قال: (سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت (عليهم السلام) لأنك لا تجد أحدا يقول أنا أبغض محمدا وآل محمد صلى الله عليه وآله ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وتتبرأون من أعدائنا).
وحاصل معنى الخبرين أنه لا ينحصر الناصب في من أظهر بغضنا بلسانه وجاهر بعداوتنا لأنه لو كان كذلك لم يوجد ناصب بالكلية لأنك لا تجد أحدا ويتظاهر بعداوتنا ويعلن ببغضنا وإنما الناصب لنا والعدو هو من أبغضكم وهو يعلم أنكم من شيعتنا تتولونا وتتبرأون من أعدائنا، وعلى هذا فالنصب والعداوة للشيعة من حيث التشيع مظهر للنصب لهم (عليهم السلام).
ويدل على ذلك بأوضح دلالة ما رواه الصدوق في كتاب الأمالي (2) عن أمير المؤمنين (ع) قال: (من سره أن يعلم أمحب لنا أم مبغض فليمتحن قلبه فإن كان يحب وليا لنا فليس بمبغض وليا لنا فليس بمحب لنا... الحديث) ونحوه أخبار عديدة.
ومن هذه الأخبار يعلم أن مظهر النصب والعداوة لهم (عليهم السلام) منحصر في أمرين: تقديم الجبت والطاغوت واظهار العداوة للشيعة.
وقد وافقنا في هذا المقام من متأخري علمائنا الأعلام شيخنا الشهيد الثاني في الروض في باب السؤر حيث قال - بعد قول المصنف وسؤر الكافر والناصب - ما هذا لفظه: والناصب من نصب العداوة لأهل البيت (عليهم السلام) أو لأحدهم وأظهر البغضاء لهم صريحا أو لزوم ككراهة ذكرهم ونشر فضائلهم والاعراض عن مناقبهم من حيث إنها مناقبهم والعداوة لمحبيهم من حيث محبتهم، وروى الصدوق ابن بابويه عن عبد الله بن سنان عن الصادق (ع) ثم ساق الخبر الأول ثم قال وفي بعض الأخبار