مسالك الأفهام - الشهيد الثاني - ج ١٣ - الصفحة ٤٧٧

____________________
فليس من الله) (1).
وأما التغليظ فظاهر النص (2) والفتوى أنه من وظائف الحاكم، وأن استحبابه مختص به. وأما الحالف فالتخفيف في جانبه أولى، لأن اليمين مطلقا مرغوب عنها، فكلما خفت كان أولى به.
ووجه الاستظهار بالتغليظ أنه مظنة رجوع الحالف إلى الحق خوفا من عقوبة العظيم. وعلى تقدير جرأته عليه كاذبا مظنة مؤاخذته، حيث أقدم على الحلف به مع إحضار عظمته وجلالته وانتقامه في الموضع الشريف، والمكان والزمان الشريف اللذين هما محل الاحترام.
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله قال له - يعني: ابن صوريا -:
(أذكركم بالله الذي نجاكم من آل فرعون، وأقطعكم البحر، وظلل عليكم الغمام، وأنزل عليكم المن والسلوى، وأنزل التوراة على موسى، أتجدون في كتابكم الرجم؟ قال: ذكرتني بعظيم ولا يسعني أن أكذبك) (3). وساق الحديث. فكان تغليظه صلى الله عليه وآله في اليمين سببا لاعترافه بالحق.
ونبه بقوله: إنه (غير لازم ولو التمسه المدعي) على خلاف بعض العامة (4)، حيث زعم أنه مع التماس الخصم يجب التغليظ، وآخرين أنه يستحب حينئذ وليس من وظيفة الحاكم. وقد تقدم في باب اللعان (5) بيان الأمكنة والأزمنة التي يغلظ بها.

(١) تقدم ذكر مصادره في ص: ٤٧٠ هامش (١).
(٢) راجع الوسائل ١٦: ١٦٧ ب (٣٣) من أبواب الأيمان.
(٣) سنن أبي داود ٣: ٣١٣ ح ٣٦٢٦، نصب الراية ٤: ١٠٢ ح ٣.
(٤) انظر روضة الطالبين ٨: ٣١٠.
(5) في ج 10: 236 - 238.
(٤٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 ... » »»
الفهرست