بيان: " يقولون " أي يقول المتكلمون لما أسسوه بعقولهم الناقصة. " هذا ينقاد " أي يستقيم على أصولنا. " وهذا لا ينقاد " أي لا يجري على الأصول الكلامية.
ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما يقوله أهل المناظرة في مجادلاتهم: سلمنا هذا، ولكن لا نسلم ذلك والأول أظهر (1).
قال السيد ابن طاووس في كتاب كشف المحجة: رويت من كتاب أبي محمد عبد الله بن حماد الأنصاري، ونقلته من أصل قرئ على الشيخ هارون بن موسى التلعكبري، رواه عن عبد الله بن سنان، قال: أردت الدخول على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي مؤمن الطاق: استأذن لي على أبي عبد الله (عليه السلام)؟ فقلت له: نعم. فدخلت عليه، فأعلمته مكانه، فقال: لا تأذن له علي. فقلت. جعلت فداك، انقطاعه إليكم، وولاؤه لكم وجداله فيكم، ولا يقدر أحد من خلق الله أن يخصمه. فقال: بل يخصمه صبي من صبيان الكتاب. فقلت: جعلت فداك، هو أجدل من ذلك، وقد خاصم جميع أهل الأديان فخصمهم فكيف يخصمه غلام من الغلمان وصبي من الصبيان. فقال: يقول له الصبي: أخبرني عن إمامك، أمرك أن تخاصم الناس؟ فلا يقدر أن يكذب علي فيقول: لا. فيقول له: فأنت تخاصم الناس من غير أن يأمرك إمامك، فأنت عاص له؟! فيخصمه يا بن سنان. لا تأذن له علي، فإن الكلام والخصومات تفسد النية وتمحق الدين.
ومن الكتاب المذكور، عن عاصم الحناط، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام) وأنا عنده: إياك وأصحاب الكلام والخصومات ومجالستهم، فإنهم تركوا ما أمروا بعلمه وتكلفوا ما لم يؤمروا بعلمه، حتى تكلفوا علم السماء - الخبر.
ومن الكتاب المذكور، عن جميل، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: متكلموا هذه العصابة من شرار من هم منهم.
قال السيد: ويحتمل أن يكون المراد بهذا الحديث - يا ولدي - المتكلمين الذين يطلبون بكلامهم وعلمهم ما لا يرضاه الله جل جلاله، أو يكونون ممن