دعوات الراوندي: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالى: * (ولا تنس نصيبك من الدنيا) *: أي لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك وغناك أن تطلب به الآخرة.
قيل لزين العابدين (عليه السلام): ما خير ما يموت عليه العبد؟ قال: أن يكون قد فرغ من أبنيته ودوره وقصوره. قيل: وكيف ذلك؟ قال: أن يكون من ذنوبه تائبا، وعلى الخيرات مقيما، يرد على الله حبيبا كريما. وقال النبي (صلى الله عليه وآله): من مات ولم يترك درهما ولا دينارا، لم يدخل الجنة أغنى منه.
قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا آويت إلى فراشك، فانظر ما سلكت في بطنك، وما كسبت في يومك، واذكر أنك ميت وأن لك معادا (1). والحديث الأول في البحار (2).
من كلمات مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته: واعلموا عباد الله إنكم وما أنتم فيه من هذه الدنيا، على سبيل من قد مضى قبلكم ممن كان أطول منكم أعمارا وأعمر ديارا وأبعد آثارا، أصبحت أصواتهم هامدة، ورياحهم راكدة، وأجسادهم بالية، وديارهم خالية، وآثارهم عافية، فاستبدلوا بالقصور المشيدة، وبالنمارق الممهدة، الصخور والأحجار المسندة، والقبور اللاطية الملحدة (3).
إعلام الدين: عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من بيت إلا وملك الموت يقف على بابه كل يوم خمس مرات، فإذا وجد الإنسان قد نفد أجله وانقطع أكله، ألقى عليه الموت، فغشيته كرباته، وغمرته غمراته - إلى أن قال: - والذي نفسي بيده، لو يرون مكانه ويسمعون كلامه. لذهلوا عن ميتهم وبكوا على نفوسهم. حتى إذا حمل الميت على نعشه، رفرف روحه فوق النعش وهو ينادي: يا أهلي وولدي، لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي، جمعته من حله ومن غير حله وخلفته لغيري، والمهنا له والتبعات علي، فاحذروا من مثل ما نزل (4).