قد مر منذ يوم دخلت علينا في أربعة آلاف عالم؟ (1) في رواية البصائر قال (عليه السلام) له: هل أدلك على رجل قد مر مذ دخلت علينا في أربعة عشر عالما كل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات لم يتحرك من مكانه؟ قال:
من هو؟ قال: أنا، وإن شئت أنبأتك بما أكلت وما ادخرت في بيتك (2).
الإحتجاج: خبر دهقان الفرس وقوله: يا أمير المؤمنين! تناحست النجوم الطالعات وتناحست السعود بالنحوس، وإذا كان مثل هذا اليوم وجب على الحكيم الاختفاء، ويومك هذا يوم صعب قد انقلب فيه كوكبان، وانقدح من برجك النيران، وليس الحرب لك بمكان!
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ويحك يا دهقان، المنبئ بالآثار المحذر من الأقدار، ما قصة صاحب الميزان - إلى أن قال -: البارحة سعد سبعون ألف عالم، وولد في كل عالم سبعون ألفا، والليلة يموت مثلهم وهذا منهم، وأومأ بيده إلى سعد بن مسعدة الحارثي، وكان جاسوسا للخوارج في عسكر أمير المؤمنين (عليه السلام) فظن الملعون أنه يقول: " خذوه " فأخذ بنفسه فمات، فخر الدهقان ساجدا.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ألم أروك من عين التوفيق؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين، فقال: أنا وصاحبي لا شرقي ولا غربي، نحن ناشئة القطب، وأعلام الفلك، أما قولك " انقدح من برجك النيران " فكان الواجب أن تحكم به لي لا علي، وأما نوره وضياؤه عندي، وأما حريقه ولهبه فذهب عني، فهذه مسألة عميقة أحسبها إن كنت حاسبا (3).
وروى البرسي في المشارق ما يقرب منه (4).
تقدم في " غنى ": قول الصادق (عليه السلام): المنجم ملعون. قال الصدوق: المنجم