بل لا تقل كل ما تعلم (1).
كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: الكلام ثلاثة: فرابح، وسالم، وشاحب. فأما الرابح فالذي يذكر الله، وأما السالم فالذي يقول ما أحب الله، وأما الشاحب فالذي يخوض في الناس (2).
أقول: الشاحب، بالحاء المهملة، كما في هذين الموضعين، لا يناسب هنا، فإنه بمعنى المهزول والمتغير، والظاهر إنه " شاجب " بالجيم بمعنى الهالك. قال في المجمع في لغة " شجب ": وفي الخبر: المجالس ثلاثة: سالم وغانم وشاجب، أي هالك، والمعنى إما سالم من الإثم أو غانم بالأجر أو هالك بالإثم، والشاجب الناطق بالخناء المعين على الظلم. ونقله في البحار (3). وفيه " الشاجب " بالجيم في الموضعين.
قال الشيخ سليمان القطيفي في وصيته للشيخ شمس الدين محمد بن ترك في إجازته له، واختم على فمك، لا يخرج منه كلمة إلا وتحب أن تراها مكتوبة في عملك يوم القيامة. فما لا تحبه فاتركه، فقد روي عن رجل من المجاهدين قتل مع النبي (صلى الله عليه وآله) في بعض الغزوات، فأتته أمه وهو شهيد بين القتلى، فرأت في بطنه حجر المجاعة مربوطا لشدة صبره وقوة عزمه، فمسحت عليه وقالت: هنيئا لك يا بني.
فسمعها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لها: مه، أو نحوها، لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه (4).
الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من لم يحسب كلامه من عمله، كثرت خطاياه وحضر عذابه. بيان: المراد حضور أسباب العذاب (5).