باب الجزية:
والجزية واجبة على جميع كفار أهل الكتاب من الرجال البالغين إلا من خرج عن وجوبها منهم بخروجه عن اعتقاد الكفر وإن دخل معهم في بعض أحكامهم من مجانينهم ونواقص العقول منهم عقوبة من الله تعالى لهم لعنادهم الحق وكفرهم بما جاء به محمد ص خاتم النبيين وجحدهم الحق الواضح باليقين.
قال الله عز وجل: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، ففرض سبحانه على نبيه ص أخذ الجزية من كفار أهل الكتاب، وفرض ذلك على الأئمة من بعده ع إذ كانوا هم القائمين بالحدود مقامه والمخاطبين في الأحكام بما خوطب به وجعلها تعالى حقنا لدمائهم ومنعا من استرقاقهم ووقاية لما عداها من أموالهم.
باب أصناف أهل الجزية.
والواجب عليه الجزية من الكفار ثلاثة أصناف: اليهود على اختلافهم والنصارى على اختلافهم والمجوس على اختلافهم. وقد اختلف فقهاء العامة في الصابئين ومن ضارعهم في الكفر سوى من ذكرناه من الثلاثة الأصناف، فقال مالك بن أنس والأوزاعي: كل دين بعد دين الاسلام سوى اليهودية والنصرانية فهو مجوسية وحكم أهله حكم المجوس. وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: