كتاب الزكاة باب وجوب الزكاة:
قال الله تعالى: وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون.
أمر الله سبحانه في هذه الآية جميع المكلفين بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة اللتين أوجبهما عليهم وأن تطيعوا الرسول في كل ما يأمرهم به ويدعوهم إليه ليرحموا جزاء على ذلك ويثابوا بالنعم الجزيلة. فالفرض التالي لفرض الصلاة في محكم التنزيل هو الزكاة، فلا بد من معرفته وتحصيله إذ كان في الجهل به جهل أصل من الشريعة، يكفر المنكر له برده ويؤمن بالإقرار به لعموم تكليفه وعدم سقوطه عن بعض البالغين إلا لعذر.
وفي قوله " وآتوا الزكاة " في آي كثيرة ومواضع متفرقة من كتاب الله دلالة قاطعة على أنها واجبة لأن ما رغب الله فيه فقد أراده، وكل ما أراده من العبد وأمره به في الشرع فهو واجب إلا أن يقوم دليل على أنه نفل، وقيل: الاحتياط يقتضي الوجوب.
وسمي بالزكاة ما يجب اخراجه عن المال لأنه نماء لما يبقى وتثمير له، وقيل: بل هو مدح لما يبقى بعد الزكاة، فإنه زكى به أي مطهر، كما قال: أ قتلت نفسا زكية، أي طاهرة.
وقوله في أول البقرة: ومما رزقناهم ينفقون. عن ابن عباس: إنه الزكاة