ومن صام ولم يؤدها فلا صوم له إذا تركها متعمدا، ومن صلى ولم يصل على النبي وترك ذلك متعمدا فلا صلاة له، إن الله تعالى بدأ بها قبل الصلاة فقال: قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى. ومن أضاف مسلما لضرورة به إلى ذلك طول شهر رمضان أو في النصف الأخير منه إلى آخره موجب عليه اخراج الفطرة عنه لأنه قد صار بالضيافة بحكم العيال.
وروى إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال: كان أهل المدينة يأتون بصدقة الفطرة إلى مسجد رسول الله ص.
وروى علي بن راشد قال: سألته عن الفطرة لمن هي؟ قال: للإمام قال قلت: فأخبر أصحابي؟ قال: نعم من أردت أن تطهره منهم.
وروى عبد الرحمن بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: بعثت إلى أبي الحسن الرضا ع بدراهم لي ولغيري وكتبت إليه أخبره بأنها فطرة العيال، فكتب بخطه: قبضت. وقال أبو عبد الله ع: أحسنوا جواد النعم. فقيل له: وما حسن جواد النعم؟ فقال:
الشكر لمن أنعم بها وأدى حقوقها. وقال: سألت أبا جعفر ع عن قوله تعالى: فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى. قال:
صدق بأن الله يعطي بالواحد عشرة إلى مائة ألف فما زاد. قلت:
فسنيسره لليسرى. قال: لا يريد شيئا من الخير إلا يسر له. قال: قلت: وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى. قال: كذب بأن الله يعطي بالواحد عشرة إلى مائة ألف فما زاد، قلت: فسنيسره للعسرى. قال: لا يريد شيئا من الشر إلا يسر له. قلت: وما يغني عنه ماله إذا تردى. قال: أما والله ما هو ترد في بئر ولا من جبل ولا من حائط ولكن ترد في نار جهنم.
قال: وقال أبو عبد الله ع: إن الله عز وجل يقول: ما من شئ إلا وقد وكلت به من يقبضه غيري إلا الصدقة فإني أتلقاها بيدي حتى أن الرجل ليتصدق بالتمرة أو بشق التمرة فأربيها كما يربي الرجل فلوه وفصيله فيلقاها يوم القيامة وهي مثل جبل أحد وأعظم من أحد. وقال: أحب الأعمال إلى الله عز وجل