مسألة:
وأما قوله تعالى: واعلموا أن ما غنمتم من شئ، " فما " بمعنى الذي، ومن شئ بيانه.
قيل: من كل شئ حتى الخيط والمخيط، وقيل: من بعض الأشياء لا من جميعها، فيكون التقدير من شئ مخصوص، فحذف الصفة كقوله تعالى: فإن كان له إخوة، أي من الأم.
وقوله تعالى " فإن لله " تقديره فواجب أن لله خمسه، كأنه قيل: فلا بد من ثبات الخمس فيه من حيث أنه إذا حذف الخبر واحتمل غير واحد من المقدرات كقولك: ثابت واجب حق لازم وما أشبه ذلك، كان أقوى لإيجابه من النص على واحدة وتعلق قوله " إن كنتم آمنتم بالله " بمحذوف، يدل عليه " اعلموا " أي إن كنتم آمنتم بالله فاعلموا أن الخمس لهؤلاء المذكورين، وليس المراد العلم المجرد ولكنه العلم المضمن بالعمل والطاعة لأمر الله لأن العلم المجرد يستوي فيه المؤمن والكافر.
مسألة:
فإن قيل: ما معنى ذكر الله وعطف الرسول وغيره عليه في قوله تعالى: فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى... الآية، وما المراد بالجمع بين الله ورسوله في قوله تعالى: قل الأنفال لله والرسول؟
قلنا: أما آية الغنيمة فإن الله لما رأى المصلحة أن يكون خمس الغنيمة على ستة أقسام ويكون لرسوله سهمان منه في حال حياته وسهم لذي قرباه وثلاثة الأسهم الباقية ليتامى آل محمد ع ومساكينهم وأبناء سبيلهم ويكون بعد وفاة رسول الله ص وسهم الله وسهم رسوله وسهم ذي القربى لذي قربى الرسول القائم مقامه، فصل تفصيلا في ذلك تمهيدا لعذره ع وقطعا لأطماع كل طامع.