وانقطع الحاج من العراق بسبب القرامطة ثم أنفذ المقتدر سنة سبع عشرة منصور الديلمي من مواليه فوافاه يوم التروية بمكة أبو طاهر القرمطي فنهب الحاج وقتلهم حتى في الكعبة والحرم وامتلأ زمزم بالقتل والحجاج يصيحون كيف يقتل جيران الله فيقول ليس بجار من خالف أوامر الله ونواهيه ويتلو انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية وكان يخطب لعبيد الله المهدى صاحب إفريقية ثم قلع الحجر الأسود وحمله إلى الأحساء وقلع باب البيت وحمله وطلع رجل يقلع الميزاب فسقط ومات فقال اتركوه فإنه محروس حتى يأتي صاحبه يعنى المهدى فكتب إليه ما نصه والعجب من كتبك الينا ممتنا علينا بما ارتكبته واجترمته باسمنا من حرم الله وجيرانه با لأماكن التي لم تزل الجاهلية تحرم إراقة الدماء فيها وإهانة أهلها ثم تعديت ذلك وقلعت الحجر الذي هو يمين الله في الأرض يصافح بها عباده وحملته إلى أرضك ورجوت أن نشكرك فلعنك الله ثم لعنك والسلام على من سلم المسلمون من لسانه ويده وفعل في يومه ما عمل فيه حساب غده انتهى فانحرفت القرامطة عن طاعة العبيديين لذلك ثم قتل المقتدر على يد مؤنس سنة عشرين وثلثمائة وولى أخوه القاهر وحج بالناس أميره تلك السنة وانقطع الحج من العراق بعدها إلى أن كاتب أبو على يحيى الفاطمي سنة سبع وعشرين من العراق أبا طاهر القرمطي أن يطلق السبيل للحجاج على مكس يأخذه منهم وكان أبو طاهر يعظمه لدينه ويؤمله فأجابه إلى ذلك وأخذ المكس من الحجاج ولم يعهد مثله في الاسلام وخطب في هذه السنة بمكة للراضي بن المقتدر وفى سنة تسع وعشرين لأخيه المقتفى من بعده ولم يصل ركب العراق في هذه السنين من القرامطة ثم ولى المستكفى بن المكتفى سنة ثلاث وثلاثين على يد توروز أمير الأمراء ببغداد فخرج الحاج في هذه السنة لمهادنة القرامطة بعد أبي طاهر ثم خطب للمطيع ابن المقتدر بمكة مع معز الدولة سنة أربع وثلاثين عندما استولى معز الدولة ببغداد وقلع عين المستكفى واعتقله ثم تعطل الحاج بسبب القرامطة وردوا الحجر الأسود سنة تسع وثلاثين بأمر المنصور العلوي صاحب إفريقية وخطابه في ذلك لأميرهم أحمد بن أبي سعيد ثم جاء الحاج إلى مكة سنة ثنتين وأربعين مع أمير من العراق وأمير من مصر فوقعت الحرب بينهما على الخطبة لابن بويه ملك العراق أو ابن الإخشيد صاحب مصر فانهزم المصريون وخطب لابن بويه واتصل ورود الحاج من يومئذ فلما كانت سنة ثمان وأربعين وجاء الحاج من بغداد ومصر كان أمير الحاج من العراق ومحمد بن عبيد الله فأجابه إلى ذلك ثم جاء إلى المنبر مستعدا وأمر بالخطبة لابن بويه فوجم الاخر وتمت عليه الحيلة وعاقبه أميره كافور ويقال قتله ووقع ابن بويه لمحمد بن
(١٠٠)